2010/04/30

هلموا إلى صلح الحديبية ...

بسم الله الرحمن الرحيم







ينتابني احساس بالحزن ... وشعور بالاسى ... مصحوب بقلق واحباط ...





كل ذلك .. ينتابني عندما أشاهد جثث القتلى .. ودماء الجرحى .. من اخواننا المسلمين المستضعفين المحاصرين في غزة ...





أقول في نفسي ...



كل هذا الشعور ينتابني .. وانا أبعد عنهم كل هذه المسافات .. وليس لي من الامر شئ ... إلا الدعاء ..



فياترى .. ما الشعور الذي ينتاب .. أو يجب أن ينتاب .. أصحاب القرار في تلكم البلاد ؟؟؟





وهم يرون أبناء شعبهم .. يقتلون ... وتستباح دماؤهم وأعراضهم .. ويحاصرون ويحاربون في لقمة عيشهم ؟!





أليس منهم رجل رشيد ؟!





لماذا لا يقبلون بالصلح ...؟!





لماذا لا يقبلون .. بما يمليه عليهم عدوهم ...؟!





ألا يريدون حقن دماء المسلمين ؟!





أم أن لديهم .. ماهو أعظم من تلك الدماء التي أريقت ؟!





وإن كان .. فياترى ما هو هذا الأعظم ؟!





يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل نفس مسلم ) أو كما قال ..





وجاء أيضا : (لزوال السماوات والارض أهون عند الله من اراقة دم مسلم ) أو كما قال ..



لما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين عام الحديبية .. حقنا للدماء ..



ظن بعض الصحابة ... بل كبار الصحابة .. أن هذا الصلح ذل للمسلمين .. وهو كذلك في ظاهره ..



حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول يارسول الله لمَ نعطي الدنيئة في ديننا ألسنا على الحق أليسوا على الباطل ؟



فيسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويقبل بالصلح ..



فيذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ويقول له كما قال للنبي صلى الله عليه وسلم قيجيبه الصديق .. بأبي هو وأمي .. ياعمر الزم غرزه ... أي أينما يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه فضع قدمك ... فيعلم حينها عمر أن النصر قادم .. ولن يخذل الله نبيه ...



يأتي المشركون الى النبي صلى الله عليه وسلم ليملوا عليه شروطهم .. فيقول لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه .. اكتب ياعلي .. هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ... فيعترض المشركون ويقولون لو نهلم انك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب هذا ما صالح عليه محمد قريشا .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي امحها ياعلي واكتب كما يقولون .. فيرفض علي ويقول والله لا امسحها .. فيقول الرسول دلني عليها وانا امسحها ... تنازل ما بعده تنازل .. لحقن دماء المسلمين .. والنصر قادم ..





يمنع الرسول من العمرة .. ويشترطون عليه العودة للمدينه وقضاء العمرة من قابل ... فيقبل ..





يشترطون عليه ان من ياته من قريش مسلما يرده اليهم .. ومن ياتيهم من المسلمين مرتدا لا يسلمونه للنبي فيقبل ...







كل هذه الشروط .. في ظاهرها ذل وخسارة للمسلمين .. ولكن الله سماها فتحا .. وانزل سورة الفتح .. ليبشر بفتح مكة ... وليتلى إلى قيام الساعة (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)





أيعجز أصحاب القرار .. فب تلك البلاد .. أن يقدموا التنازلات تلو التنازلات .. من أجل أن يحقنوا دماء المسلمين ؟!





أهم أتقى من رسول الله ؟!





أهم أخشى لله من رسول الله ؟!





أهم أحرص على دين الله من رسول الله ؟!





لا والله ... لا والله ....





فلماذا .. لا نحذو حذوه ... ونسير سيره ... ونلزم غرزه ...







فدماء المسلمين .. غالية .. وإن استرخصها القوم ..





ونصر الله قدم لا محالة ... وان قدمنا التنزلات ...



( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..







سامحوني .. كتبت ما كتبت منفعلا .. فان أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..





تقبلوا الود ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق