2010/04/29

طرد المقفين ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





لا أعرف لماذا أصبح راسخا في ذهني ..



أن كل شخص هناك في حياته شخص يحبه ويعزه ... ولكن هذا الشخص لايعيره اهتماما .. بل هو يحب شخصا آخر ويعز شخصا آخر هو أيضا لايعير للثاني اهتماما ... بل ربما تجده يحب شخصا رابعا.. هو أيضا لا يعير للثالث اهتماما ..





شرباكة



شخص يحب شخصا والشخص الثاني يحب ثالثا والثالث يريد رابعا .. والرابع يريد خامسا ..



وهكذا سلسلة لاتنتهي من شخص يريد .. وشخص يريد آخر ..



ولهذا لم يكذب من قال ...





اللي يبينا.. عيت النفس تبغيه = واللي نبيه .. عيا البخت لايجيبه ..





بالفعل ..



أنا أراه حقا ..



وأراه يشبه قول الشاعر ..





أرى الناس من داناهم هان عندهم = ومن أكرمته عزة النفس أكرما





إذن هي شرباكة لاتنتهي ..



وقد أجاد وصفها أحد الشعراء فقال :





علّقتها عرضا وعلّقت رجلا = وعلّق غيرها ذلك الرجلُ

وعلّقتني امرأة لا أناوها = ومن بني عمها ميت بها وهلُ



فصاحبنا تعلق بامرأة لا تريده بل تريد شخصا آخر وهو أيضا يريد امرأة أخرى غيرها ..



وصاحبنا الاول تعلقت به امرأة تريده ولكنه لايريدها على الرغم من أن هناك من أبناء عمومتها من هو ميت في حبها ..



أرأيتم ... أليست شرباكة ؟!



والأمر لايقتصر على العلاقة بين الجنسين ... بل حتى على العلاقة بين شخصين من جنس واحد ..



أنا شخصيا .. طويل بال مع من يعاملني بهذه الطريقة ولايعير لمعزتي له اهتماما ..



فأنا إذا كنت حريصا على كسب صداقة أحد وأخوته وصحبته .. فإنني أمتلك من الصبر الكثير ومن الحلم الكثير الذي يساعدني على تحمل زلاته وهفواته وعدم مبالاته ..



ولكن للصبر حدود << كما تقول أم كلثوم



فما إن تأت القشة التي تقصم ظهر البعير .. ولا يرتدع صاحبي عن بلادته وعدم مبالاته بذلك الغلا والمحبة ..



إلا وتمثلت بقول الشافعي رحمه الله ..




إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا = فدعه .. ولاتكثر عليه التأسفا





لماذا يا إمام ؟!



يأتي الجواب ... سريعا ..




ففي الناس أبدال وفي الترك راحة = وفي القلب شوق للحبيب ولو جفا



صدقت يا إمام .. فالبديل موجود .. بالتأكيد موجود .. ولكنه قد يحتاج إلى مزيد بحث .. لكنه موجود .. ولهذا قال شيباننا : لا خليت خربت



وفي الترك راحة للبال ..



ويبقى في القلب محبة له رغم جفائه ...



وقديما قالوا ..





من لايودك لاتوده وترجيه = وارفع مقامك ياعزيز المقامي

رجل يوريك المذلة وتغليه = عزالله إنك ميت القلب عامي


وأنا لست بميت قلب ولله الحمد ... ولست بأعمى بصيرة .. فلمادا المواصلة ؟!



وأيضا هناك طريقة أخرى .. قد يصلح ان نطلق عليها الطريقة المتنبية .. نسبة الى المتنبي الذي شرحها بقوله :





أنا إن غلا شئ علي تركته = فيكون أهون مايكون إذا غلا



نعم .. سيكون أهون مايكون بعد أن كان غاليا ... فقط اتركه كما يتركك ..



ولله در شاعر المليون خليل الشبرمي حين قال :





النفس عن طرد المقفين عيت = قالت : خليل ... اللي يخليك خله





نعم .. نعم .. لا لطرد المقفين ...



فبالتأكيد هناك من يستحق منك هذا الغلا والحب .. وسيبادلك .. نفس المشاعر ..





كتبه منصور الغايب

19/4/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق