2010/04/30

أضاعوني وأي فتى أضاعوا ...

يعيش المرء مع من أحب ... ومع من اختار العيش معه ..





يخالطهم ..



يجالسهم ...



يمازحهم ...



يؤثرهم على نفسه ...



إن تكلم .. اختار من الكلام أعذبه ...



وإن عاتب .. اختار من العتاب أخفه ..



وإن ناصح .. ناصح خفية ..



وإن مازح .. مازح .. بأدب ..





فتمر عليه السنوات .. وكأنها أيام ...



يمر على ذلك المكان الذي أحبه وعشقه .. حتى لو لم يكن عنده جديد ليقدمه ..



لانه أدمن المرور .. على ذلك المكان ..







أمر على الديار ديار ليلى = أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وماحب الديار شغفن قلبي = ولكن حب من سكن الديارا





فحبه لمن سكن تلك الديار حب لا يوصف ...



حب قد فاق حب الديار نفسها ...





فهل ياترى ... سيستمر ذلك الحب لذلك المكان ...؟!



أم أن ذلك الحب ستشوبه الشوائب .. وتعتريه المنغصات ..؟!



وسيذوق مرارة الظلم على أيدي من أعزهم وأحبهم ...



ليصدق فيه حينها ... قول الشاعر :





وطلم ذوي القربى أشد مضاضة = على المرء من وقع الحسام المهند





ليرمي حينها قلمه ...





ويسكب محبرته ...



ويطوي ما بقي معه من أوراق ..



ويحتفظ بما قدم في ذاكرة الزمن ..



علها تشفع له عند من ظلمه ...



ويعطي ذلك المكان الذي أحبه ظهره ...



فهو لا يقوى على لحظات الوداع ...



ويطبع على الرمال الناعمة آثار أقدام ... ذاهبة .. وربما لن تعود ...



ولسان حاله يقول :




أضاعوني واي فتى أضاعوا = ليوم كريهة وسداد ثغرٍ

وخلوني ومعترك المنايا = وقد شرعت اسنتهم لنحري

كأني لم أكن فيهم وسيطا = ولم تك نسبتي في آل عمرِو

أجرر في المجامع كل يوم = فيا لله مظلمتي وقسري

عسى الملك المجيب لمن دعاه = ينجيني ويعلم كيف شكري

فأجزي بالكرامة أهل ودي = وأجزي بالضغينة أهل ضـرّي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق