2010/04/30

طق يا مطر طق ...

( طق يامطر طق ...



بيتنا جديد ...



مرزابنا حديد ...)



لا زلت أتذكر تلك الاهازيج التي يطلقها



الاطفال عادة في الكويت ..



كلما أتت زخات المطر متوالية ...



فيخرجون فرحين مهللين .. ينشدون الاناشيد ..



وتعلو أصواتهم بالاهازيج ..



( مطر مطر عاصي .. طول شعر راسي ..)



سلفهم في ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ...



حيث كان إذا نزل المطر .. حسر عن رأسه ..



وقال : (إنه حديث عهد بربه) ..



المطر ...



الخير ...



البركة ...



الرحمة ...



تساقطي .. ياحبات المطر ..



كتساقط حبات اللؤلؤ المنثور ...



فاغسلي قلوب العباد ...



كما تغسلين .. طرقات البلاد ...



فنحن أحوج إلى ذلك الغسيل ..





يالله ياللي تغسل الأرض بالسيل = اغسل قلوب أهل الحسد من حسدها



يتساقط المطر .. على الشرفات .. والمظلات ..



وأسقف البيوت بشتى أنواعها ....



ليحدث .. بذلك أجمل موسيقى تسمعها الأذان ..



وتطيب لها الخواطر .. فتعرف وصوله قبل أن تراه ..



وتعلن له الحب .. ليس من أول نظرة ...



بل من أول قطرة ...



ياناس أذني لبعض الحي عاشقة = والأذن تعشق قبل العين أحيانا





ثم تعلو أصوات أهل الخير ... مرددة ..



اللهم صيبا نافعا .. اللهم صيبا نافعا ...



وكأنها فريق كورال يردد .. خلف المنشد ..



ويأبى البرق إلا أن يزين السماء المظلمة .. ببريق ..



ينعكس على تلك الجباه المبللة ...



وكأنه يرسل رسالة لكل من أحبطه الظلام .....



أن ثمة بصيص أمل .. وومضة نور ..



والمخرج إلى الأمام فسر قدما ....



وياتي الرعد ...



ليشارك في تلك الاحتفالية الجميلة ..



فيأبى إلا أن يصرخ .. صرخة ..



يفزع منها قلب كل ظالم .. ليعلم أن الله موجود ..



وأنه عنده ستجتمع الخصوم ..



ليعلو حينها صوت أهل الحق ..



(سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ..)



لكتمل أجمل اوركسترا .. استمعت إليها اللآذان ... وطربت إليها النفوس ..



وبعدها .. يخف هطول المطر .. رويدا رويدا ..



رأفة بمحبيه .. وكأنه يعلم أنه لو انقطع فجأة



لأخذ معه قلوبنا ..



حتى يقف ... ويأتي الهدوء .. وتنتظر التصفيق ...



فلا يأتِ .. لتكتشف عندها أنك كنت في كرنفال للمطر ..



إنه عشق للمطر .. وحب عذري .. فلا تلوموني ..



يا لائمي في الهوى العذري معذرة = مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق