2010/04/30

حب من طرف واحد ...

بسم الله الرحمن الرحيم









تنتابني الدهشة والاستغراب .. عندما أتجول في كتب الأدب ..



سواء الأدب الشعبي من شعر نبطي وغيره ..



أو الأدب العربي الفصيح ..



أجد كثيرا من الشعراء والكتاب والادباء .. يتغنون متلذذين .. بتعذيب من أحبوه لهم ..!!



عجبا أرى ... وعجبا أسمع ...



تعذيب من المحبوب ... يقابله لذة وسعادة من المحب ..



هجر من المحبوب .. يقابله وصال منقطع النظير من المحب ..



لا مبالاة من المحبوب .. يقابلها افراط في الحب والشوق من المحب



إنه حبّ وأي حبّ ... ولكنه مع الأسف لم يكتمل ..



حيث أنه حبّ من طرف واحد ...



وما أقساه إذا كان من طرف واحد ...



أحدهم يقول :



أنا احترق وهي ولا همها شئ = وأنا أنتظر وهي تجدد سفرها

ياحمود بعد غياب شهرين وشوي = جتني تشاورني بقصة شعرها!!







إذن لماذا الاحتراق ... إذا كان من تحترق لأجله غير مهتما ...؟!



ولماذا الانتظار ... إذا كان المنتظَر غير آبه .. ومهتم بسفاسف الأمور فقط ؟!



وآخر يقول :





كل ماعرقت بميسم تحريت لخويّه = وألحقت بالميسم الميسم كذا على عماها

عاقبتني كل يومٍ تلحق الكية بكية = وأتعبتني وأرهقتني وأدركت نفسي مداها

وإن تمادت جهزوا قبري وأنا بكتب وصية = بكتب الله لايعاقبها ويرضالي علاها!!







مسكين أيها العاشق المتيم !!



بعد كل هذا ... تطلب رضا الله عليها ؟!



عجبا .. عجبا ..



لماذا ؟! وعلى ماذا ؟!



وآخر يقول :





مرض الحبيب فعدته فمرضت من خوفي عليه = فأتى الحبيب يعودني فشفيت من نظري إليه !!







كل هذا وأنا لا أشك بأن الحبيب .... مو داري عنك !!



مسكين من يحب من طرف واحد !!



يقضي الليل في السهر .. ومكابدة الهوى ... وتسلية النفس بالظنون ...



بينما المحبوب .. يرقد .. ويغط في نوم عميق ... (نوم العوافي) ...!!



يقول آخر :


للعين صار السهر عادة = كني عن النوم ممنوعي

كلٍّ منامه على وساده = وأنا منامي على كوعي

هي تكحل العين بمراده = وأنا أكحل العين بدموعي





أيضا ... عجبي .. لماذا وعلى ماذا ؟!



كل هذا العنا والتعب ... ومن تتعب لأجله لا يهتم لك ؟!



ومعذَّب آخر يقول :



اطعنيني لأجل أقول آه بوصالك لا مني حييت = وإن رحلتي وماطعنتيني بعد بقول آه







يعني الحبيب .. ثاير ثاير ... كل ما في الأمر ... أنه يريد الآه ... ليتلذذ ..





يبدو أن الأمر برمته ... تلذذ ... حالة يصنعها العاشق لنفسه .. فيهيم بحب من لا يبادله ذلك الحب بحبٍّ مثله ... فتصبح طعنات ذلك الحبيب هي البلسم الشافي له .. رغم .. الآه !!



وكما يقول إخواننا في مصر ... (ضرب الحبيب زيّ أكل الزبيب) !!



أرأيتم كم هو قاسٍ الحب من طرف واحد ...؟!



أيها المسكين المتيم ... ارفع رأسك ... وتذكر عزة نفسك ... فلا يوجد من يستحق أن تعيش الذل والهوان من أجله .. مهما كان ..







من لا يودك لا توده وترجيه = وارفع مقامك ياعزيز المقامي

شخصٍ يوريك المذلة وتغليه ؟! = أنا أشهد إنك ميت القلب عامي







تقبلوا المودة ..







كتبه

منصور الغايب

7/7/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق