2010/04/27

ولادة فرح ... أم نهاية حزن ...؟

في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر يونيو في أحد سنوات القرن الماضي



ولد طفل صغير لابوين كابدا مصاعب هذه الحياة مع اربعة أبناء آخرين قبل أن يرزقهم الله بهذا المولود



بكى هذا الطفل عندما خرج الى هذه الدنيا ولايُدرى هل كان بكاؤه كبكاء باقي الأطفال في هذه الدنيا

أم لأنه أحس أنه سيقاسي في هذه الدنيا وسيكون نصيبه من الحزن والشقاء أكثر من نصيبه من الفرح والسرور



هاهي السنون قد مرت وكبر ذلك الولد ليكمل مسيرة الشقاء التي بدأها جده وأبوه من قبل .



وفي كل سنة في مثل هذا اليوم يتجدد جرح هذا الانسان وهو يرى سنين عمره تمضي وتتساقط كما تتساقط الأوراق من على أغصان الأشجار في فصل الخريف دون ان يستطيع ان يغير من حياته ومن حياة أبويه أو اخوانه شيئا .



هاهي السنون تمضي والآجال تطوى وهو يرى أحلامه تسرق أمام عينيه من قبل زمرة باغية تسلطت على رقاب الناس دون وجه حق .



كان هذا المولود يحلم بالرخاء والعيش الرغيد ولكنه الآن وسنة بعد سنة أيقن أنه لايريد من الله إلا الستر والعافية .



إنه حتما يعرف تاريخ ويوم وساعة ولادته



ولكنه حتما لايعرف تاريخ ويوم وساعة وفاته



ولأنه يعلم أن الله عز وجل كتب آجال الناس وأرزاقهم ومصيرهم في هذه الحياة الدنيا قبل أن يخلق الخلق وكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ .



ولأنه موقن ايقانا تاما أن جبريل عليه السلام أتى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال له : يامحمد اعلم أن نفسا لن تموت قبل أن تستوفي رزقها وأجلها .



فسيعيش في هذه الدنيا كما كان أبوه وجده من قبل حريصا على طاعة الله وحريصا على رضا والديه ويبذل من نفسه لاخوته حتى يعيشوا عيش السعداء ولايحسوا بالنقص عن الآخرين .



وستظهر الابتسامة على شفتيه كعادته رغما عن أنوف الحاقدين لكي تستر جرحا غائرا في أعماق قلبه لأنه يؤمن بالحكمة التي تقول :



إن النصر الحقيقي هو أن تضحك عندما ينتظر الآخرون منك البكاء



ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وأليك المصير



اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك





كتبه منصور الغايب

المولود في 24/6/..19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق