2014/07/24

للفقير الحقّ بالفرح


في دول الغرب الكافرة "ملاعين الخيّر" ومع اقتراب أعيادهم تنتشر في الشوارع والطرقات وعلى أبواب المحلات إعلانات الخصومات وتخفيض الأسعار حتى تصل لدرجة يتمكن معها الجميع من شراء حاجيّات العيد ومشاركة الآخرين الفرح بدلاً من أن يكتفي الفقراء بالمشاركة عبر عين "بصيرة" ويدٍ "قصيرة" ، أمّا في بلاد المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرّسالات ودعاة الأخلاق والمثل فإنّ أوّل سكين يُذبح بها الفقير هو جشع التجّار الذي يقطع "عرق" فرح الفقير المسكين "ويسيّح" دمّه حتّى إذا وجبت جنوب الفقراء قالوا للأحزان "كلوا منها وأطعموا باقي الهموم" فتتوالى عليه الأحزان والهموم تنهش من جسده والحرمان في عيون أطفاله يأكل من عمره والناس حوله يضحكون سروراً حتى تنقضي أفراح الآخرين وهو يردّد "عيدٌ بأيّ حالٍ عدت ياعيدُ" .
آمنوا هم بأن للجميع الحق في الفرح في الأعياد والمناسبات فمنحوا الفقير فرصة مشاركتهم الفرح ، في حين تعاملنا نحن بأنانية لا مثيل لها وكأنّ "عرس" الفرح لا يحتوي إلا "قرصاً" واحداً ونريد نحن الظّفر به بينما يبقى اللي "ماعنده" يشتري فرح "يتفرّج" ، ضاربين بتعاليم ديننا الحنيف الذي رفع شعار "لايؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" عرض الحائط  ، ناظرين لهذا الفقير على أنه كائن لايستحق الفرح لأنه لايملك ثمنه واللي ما "عندوش" ما "يلزموش".
يثير الضحك فعلاً ما يفعله البعض حين يحرص على الصدقة للّجان الخيرية في رمضان مستذكراً أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة ، فيتصدق بما تجود به نفسه طوال الشهر الكريم ، ولكنّه لا يخجل من مدّ يده في آخر الشّهر لأخذ الإيجار من العوائل المحتاجة التي تسكن في بيته وشققه وهم على أبواب عيد فيقتطعون تلك المبالغ وكأنهم يقتطعونها من أجسادهم أو كأنما يأخذون اللقمة من أفواه أطفالهم ، وما ضرّه لو اعتبر تنازله عن الإيجار في هذا الشهر الكريم صدقة يعين بها هؤلاء المحتاجين على مواجهة جشع التجّار وأنانيّة الفجّار وحتى يمنحهم فرصة الفرح بالعيد ثمّ لكل "همّ" حديث .


منصور الغايب
twitter : @Mansour_m

2014/07/18

فاسحب ماشئت !


من باب إذا لم تستحِ "فاسحب" ما شئت ؛ تلجأ حكومة غير رشيدة في بلدٍ ما إلى التلويح بسحب جنسيات من يخالفونها الرأي ويحاولون كشف فساد غطّى الأفق علّها أن تثنيهم - لحاجة في نفس متعوس - عن المضي قدماً في ذلك رافعة شعار "اللي تكسبّه اسحبّه" .
هناك في الجانب الآخر يقف أولئك الخائفون من هذا التلويح والذين سيكونون من أوائل المتضررين لو طبّق عليهم هذا القرار فعلاً وهم يردّدون "أكلتُ يوم أُكل الثّور الأبيض"، ويمرّ في ذاكرتهم العديد من المواقف التي اتّخذوها أو التي تخاذلوا عن الوقوف في وجه متّخذيها في مناسبات مشابهة لهذه المناسبة مع الفارق طبعاً ، فلطالما صفّقوا لسحب جنسية من اتّصف بالإرهاب أو من قلّ أدبه مع رموزنا الدينية - مع يقيننا بضلاله وانحرافه - ناسين أو متناسين أنّه من الممكن أن يُشهر ذات السلاح في وجوههم من قبل خصومهم ، وما أقسى أن تُضرب على ظهرك بذات العصا التي كنت تضرب بها خصومك وما أقسى أن تُطعن بذات الخنجر الذي قهقهت عالياً وأنت ترى خصومك يطعنون به .
كنتُ ولا زلت أقول بأنّه يجب إبعاد الجنسية - أي جنسية في أي بلد - عن مبدأ الثواب العقاب فهي ليست قميصاً تستر به جسداً اليوم لتعري منه آخر غداً ، وليست صحناً مليئاً بالطعام تضعه أمام الجائع لتساومه على السير كما تريد ، بل هي إثبات مواطنة وامتداد لجذور عاشت هنا وساهمت في نهضة هذا الوطن كلّ بحسب موقعه ، ولافضل لمواطن على آخر إلا بما يقدّمه من أجل وطنه .
تقوم بعض الحكومات بغباء منقطع النظير بتقديم خدمة كبيرة لخصومها حين تستخدم مثل هذه الأساليب غير الشريفة وتجعل منهم أبطالاً في عيون الشعب كما أنّها تبدو أكثر ضعفاً حين تستخدم أساليب التهديد المبطّن عن طريق التضييق على مخالفيها في أرزاقهم كالتلويح بالطرد من الوظيفة أو البيت أو تسجيل قيد أمنيّ لايغتفر أو ماشابه ذلك ، وفي بلدي تحديداً هذا الأسلوب ليس جديداً على الإطلاق بل لطالما رأيناه سلاحاً يُشهر في وجوه الغاضبين - قسراً - من البدون في حين كان الغاضبون منه اليوم على "الكراسي" يضحكون .... مالكم كيف تحكمون ؟! .


منصور الغايب
twitter : @Mansour_m