2010/04/30

فوق هام السحب ...

في زخم الأحداث ..



ودماء أهالي غزة تنزف ...



والشهداء يتساقطون واحد تلو الآخر ...



تعلو بعض أصوات النشاز ..



من بعض أصحاب الأقلام المأجورة ..



التي لم تتحدث لتغنم ..



ولم تسكت لتسلم ...



لتصوب سهام أقلامها تجاه أرض الحرمين ..



ليحاولوا أن يصورا للعامة وبعض السذج أن القائمين على الأمر في بلاد الحرمين راضين بما يحصل لاخوانهم في غزة ..





وحاشاهم ذاك ..



وأنهم بيدهم الخلاص ولكنهم يقفون موقف المتفرج ..





ولهؤلاء أقول ...













إن المملكة كانت ومازالت ... حاملة لواء الإسلام .. والعقيدة الصحيحة الصافية ..



ومنارة الحق في العالم ..



كيف لا وهي تحتضن قبلة المسلمين .. وتقوم على شؤونها وما يصلحها ..



كيف لا وهي تعج بالعلماء الأفذاذ الجهابذة .. ممن أفنوا حياتهم بين أمهات الكتب بحثا وتدريسا ..



كيف لا وقد فعلت كل ماتستطيع من أجل جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم ..



بالكثير من المؤتمرات ومجالس الصلح وغيرها .. بين الأحزاب المتناحرة في عالمنا العربي ..



يحق لكل عربي أن يفخر بالمملكة ...



يحق لكل مسلم أن يفخر بالمملكة ...



وما تلك السهام .. وتلك الحملات المشبوهة .. إلا اتماما لسلسلة بدأت ولم تنته من حملات أهل الباطل على أهل الحق على مر العصور ..



سواء من الكفرة الملحدين ... او العلمانيين ... او المارقين عن منهج أهل السنة والجماعة من التكفيريين وغيرهم ..



نعم أنا فخور بالمملكة ..



قد لا أكون سعوديا ..



ولكنني أفخر حين أسمع أبناءها يرددون ..



موطني ... عشت فخر المسلمين ...



حينها أرفع رأسي ...



لأقول ..



فوق هام السحب يا أغلى بلد ...





اللهم ابق المملكة وأهلها فخرا للمسلمين ..

أضاعوني وأي فتى أضاعوا ...

يعيش المرء مع من أحب ... ومع من اختار العيش معه ..





يخالطهم ..



يجالسهم ...



يمازحهم ...



يؤثرهم على نفسه ...



إن تكلم .. اختار من الكلام أعذبه ...



وإن عاتب .. اختار من العتاب أخفه ..



وإن ناصح .. ناصح خفية ..



وإن مازح .. مازح .. بأدب ..





فتمر عليه السنوات .. وكأنها أيام ...



يمر على ذلك المكان الذي أحبه وعشقه .. حتى لو لم يكن عنده جديد ليقدمه ..



لانه أدمن المرور .. على ذلك المكان ..







أمر على الديار ديار ليلى = أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وماحب الديار شغفن قلبي = ولكن حب من سكن الديارا





فحبه لمن سكن تلك الديار حب لا يوصف ...



حب قد فاق حب الديار نفسها ...





فهل ياترى ... سيستمر ذلك الحب لذلك المكان ...؟!



أم أن ذلك الحب ستشوبه الشوائب .. وتعتريه المنغصات ..؟!



وسيذوق مرارة الظلم على أيدي من أعزهم وأحبهم ...



ليصدق فيه حينها ... قول الشاعر :





وطلم ذوي القربى أشد مضاضة = على المرء من وقع الحسام المهند





ليرمي حينها قلمه ...





ويسكب محبرته ...



ويطوي ما بقي معه من أوراق ..



ويحتفظ بما قدم في ذاكرة الزمن ..



علها تشفع له عند من ظلمه ...



ويعطي ذلك المكان الذي أحبه ظهره ...



فهو لا يقوى على لحظات الوداع ...



ويطبع على الرمال الناعمة آثار أقدام ... ذاهبة .. وربما لن تعود ...



ولسان حاله يقول :




أضاعوني واي فتى أضاعوا = ليوم كريهة وسداد ثغرٍ

وخلوني ومعترك المنايا = وقد شرعت اسنتهم لنحري

كأني لم أكن فيهم وسيطا = ولم تك نسبتي في آل عمرِو

أجرر في المجامع كل يوم = فيا لله مظلمتي وقسري

عسى الملك المجيب لمن دعاه = ينجيني ويعلم كيف شكري

فأجزي بالكرامة أهل ودي = وأجزي بالضغينة أهل ضـرّي

القشة ...

بسم الله الرحمن الرحيم





لا أظن أنه يخفى على أحد منكم المثل العربي القائل :





القشة التي قصمت ظهر الجمل ...







جمل .. وتقصم ظهره قشة ؟!!





كيف ؟!!





الحقيقة أن القشة لم تكن هي من قصم ظهر الجمل ...



ولكن لجهل الناس بما يحمله ويتحمله ذلك الجمل ...



رموا بأبصارهم ... وسباباتهم .. تجاه تلك القشة ... يكيلون إليها التهم بأنها هي من تسبب في قصم ظهر جملهم ... !!



ولو أنهم رأفوا بحال ذلك الجمل وخففوا من الحمل الذي عليه .. لما قصمت ظهره تلك القشة ..





يعني بالمشرمح .. تلك القشة (مقرودة) عندما أتت لتركب على ظهر الجمل.. حالها حال كل الاثقال والاحمال التي على ظهر ذلك الجمل ... انقصم ظهر الجمل .. وكان الاتهام للقشة ..







بعض الناس هداه ... يتلذذ بلعب دور القشة ...





فما إن يجد إنسانا .. قد تحمل من المتاعب والاثقال والهموم ما لا يطيق .. إلا وأصبح له كالقشة التي ستقصم ظهره ..





نصيحة ..





خفف من لومك ..



ومن إلقائك التهم ..



ومن حدة اسلوبك ..



وسئ ألفاظك ..



فإن ظهر صاحبك ... لا يحتاج إلى أكثر من قشة كي ينقصم ...



فلا تكن القشة التي تقصم ظهر صاحبك...



حينها سيكون كالجمل إذا وقع .. وكثرت حوله السكاكين ... كلٌّ يريد أن يظفر منه بلحم ...




أنا خايف ليا طاح الجمل تكثر سكاكينه = وأنا ماعادت ضلوعي تحمل طعنة السكين

هلموا إلى صلح الحديبية ...

بسم الله الرحمن الرحيم







ينتابني احساس بالحزن ... وشعور بالاسى ... مصحوب بقلق واحباط ...





كل ذلك .. ينتابني عندما أشاهد جثث القتلى .. ودماء الجرحى .. من اخواننا المسلمين المستضعفين المحاصرين في غزة ...





أقول في نفسي ...



كل هذا الشعور ينتابني .. وانا أبعد عنهم كل هذه المسافات .. وليس لي من الامر شئ ... إلا الدعاء ..



فياترى .. ما الشعور الذي ينتاب .. أو يجب أن ينتاب .. أصحاب القرار في تلكم البلاد ؟؟؟





وهم يرون أبناء شعبهم .. يقتلون ... وتستباح دماؤهم وأعراضهم .. ويحاصرون ويحاربون في لقمة عيشهم ؟!





أليس منهم رجل رشيد ؟!





لماذا لا يقبلون بالصلح ...؟!





لماذا لا يقبلون .. بما يمليه عليهم عدوهم ...؟!





ألا يريدون حقن دماء المسلمين ؟!





أم أن لديهم .. ماهو أعظم من تلك الدماء التي أريقت ؟!





وإن كان .. فياترى ما هو هذا الأعظم ؟!





يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل نفس مسلم ) أو كما قال ..





وجاء أيضا : (لزوال السماوات والارض أهون عند الله من اراقة دم مسلم ) أو كما قال ..



لما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين عام الحديبية .. حقنا للدماء ..



ظن بعض الصحابة ... بل كبار الصحابة .. أن هذا الصلح ذل للمسلمين .. وهو كذلك في ظاهره ..



حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول يارسول الله لمَ نعطي الدنيئة في ديننا ألسنا على الحق أليسوا على الباطل ؟



فيسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويقبل بالصلح ..



فيذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ويقول له كما قال للنبي صلى الله عليه وسلم قيجيبه الصديق .. بأبي هو وأمي .. ياعمر الزم غرزه ... أي أينما يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه فضع قدمك ... فيعلم حينها عمر أن النصر قادم .. ولن يخذل الله نبيه ...



يأتي المشركون الى النبي صلى الله عليه وسلم ليملوا عليه شروطهم .. فيقول لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه .. اكتب ياعلي .. هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ... فيعترض المشركون ويقولون لو نهلم انك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب هذا ما صالح عليه محمد قريشا .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي امحها ياعلي واكتب كما يقولون .. فيرفض علي ويقول والله لا امسحها .. فيقول الرسول دلني عليها وانا امسحها ... تنازل ما بعده تنازل .. لحقن دماء المسلمين .. والنصر قادم ..





يمنع الرسول من العمرة .. ويشترطون عليه العودة للمدينه وقضاء العمرة من قابل ... فيقبل ..





يشترطون عليه ان من ياته من قريش مسلما يرده اليهم .. ومن ياتيهم من المسلمين مرتدا لا يسلمونه للنبي فيقبل ...







كل هذه الشروط .. في ظاهرها ذل وخسارة للمسلمين .. ولكن الله سماها فتحا .. وانزل سورة الفتح .. ليبشر بفتح مكة ... وليتلى إلى قيام الساعة (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)





أيعجز أصحاب القرار .. فب تلك البلاد .. أن يقدموا التنازلات تلو التنازلات .. من أجل أن يحقنوا دماء المسلمين ؟!





أهم أتقى من رسول الله ؟!





أهم أخشى لله من رسول الله ؟!





أهم أحرص على دين الله من رسول الله ؟!





لا والله ... لا والله ....





فلماذا .. لا نحذو حذوه ... ونسير سيره ... ونلزم غرزه ...







فدماء المسلمين .. غالية .. وإن استرخصها القوم ..





ونصر الله قدم لا محالة ... وان قدمنا التنزلات ...



( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..







سامحوني .. كتبت ما كتبت منفعلا .. فان أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..





تقبلوا الود ...

في ذكرى هجرة الحبيب ... دعونا نهاجر ...

بعد أيام قلائل ..





تمر علينا ذكرى الهجرية النبوية الشريفة ...







يوم أن هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ...





ليؤسس دولة الإسلام الاولى على أرض طابة ... الطيبة ...





لن أقف عند هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ...





ولن أقف عند تلك الأحداث كأحداث ..



ولكنني سأقف عند مفهوم كلمة (هجرة) ..



نعم ...



هاجر صلى الله عليه وسلم ...



من بلد الكفر إلى بلد الإسلام بعد أن أذن له ربه ...



وحتى أنت أيها العزيز ...



يمكنك أن تهاجر ..



وكيف لا ...؟!





ألم تسمع بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (المهاجر من هجر مانهى الله عنه ) ..؟!



هاجر ... من ذلة المعصية ... إلى عز الطاعة ..





هاجر .. من التقاعس .. إلى العمل الدؤوب ..





هاجر .. من سوء الأخلاق ... إلى محاسن الأخلاق ..



هاجر ... من أصحاب السوء .. إلى أصحاب الصلاح ...



هاجر .. من تشاؤمك ... إلى تفاؤلك ...





هاجر .. من قبيحك إلى حسنك ...





هاجر .. من تقصيرك .. إلى جدك ...







هاجر ...



هاجر ...



هاجر ...





لتكون حقا ... قد استفدت من درس الهجرة ...



















































تنبيه : لايجوز الاحتفال بالهجرة وإقامة المأدبات وماشابه ذلك ...

نفحات هلت من عرفات ...

بسم الله الرحمن الرحيم





لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ..



إن الحمد ..



والنعمة ..



لك والملك ..



لاشريك لك ..







ما أجملها ... من كلمات ..





ما أبدعها ... من ألفاظ ...





توحيد .. في توحيد ...





بعد أن كان يقال ...





لبيك لاشريك لك ..



إلا شريكا هو لك ..



تملكه وما ملك ...







جاء نور الإسلام ..



فبدد ظلمات الشرك ..



لله دركم يا أهل عرفات ..





ها قد أتيتم .. شعثا غبرا ..



لباسكم واحد ... رغم اختلاف ألوانكم ..





نداؤكم واحد .. رغم اختلاف ألسنتكم ..





تدعون ربا واحدا ... رغم اختلاف مشاربكم ...







وحي من الروح لا وحي من القلم = هز المشاعر من رأسي إلى قدمي

لما رأيت حجيج القوم يدفعهم = شوق إلى الله من عرب ومن عجمِ

لبوا النداء فما كلت رواحلهم = حتى أناخوا قبيل الصبح بالحرمِ

لبيك اللهم ياربا نلوذ به = سجع الحناجر تحدوها بلا سأمِ

لما رأوا البيت حقا قال قائلهم = مزجت دمعا جرى من مقلتي بدمي

وصفقت من أريج الفرح أفئدة = كما تراقص جذلان من النغمِ

سرى إلى الروح روحانية عبقت = فزال عنهم سواد الهم والسقمِ

في ساحة البيت والأبصار شاخصة = كأنما هي أطياف من الحلمِ

والطائفون كأمواج البحار وهم = مابين باكٍ على ذنب ومبتسمِ

الله أكبر كم مدت هناك يد = وكم عليها أريقت أدمع الندمِ

وكم توسل محروم فبلغه = رب الحجيج أمان الروح والنعمِ

وكم تنفس محروق بحرقته = وكم أقيل عظيم الذنب واللممِ





الله أكبر ...





ولله دركم يا أهل عرفات ...





تكبدتم .. عناء الطريق ..



وتحملتم .. وعثاء السفر ..



وصبرتم .. على طول الطريق ..



وسوء خلق الرفيق ..



كل ذاك ..



من أجل أن يباهي بكم الله عز وجل ملائكته ..



فيقول جل وعلا :



هؤلاء عبادي أتوني شعثا غبرا ... أشهدكم أني قد غفرت لهم ..





الله أكبر ... حينها تعودون من ذنوبكم كيوم ولدتكم أمهاتكم ..





لله دركم يا أهل عرفات ...



أي فرحة .. تعادل فرحتكم ..



أي أنس .. يعادل أنسكم ...



أي غبطة .. تعادل غبطتنا لكم ...



وكأني بي أسمعكم ... ترددون بصوت واحد ...





إلهنا ما أعدلك = مليك كل من ملك

لبيك قد لبيت لك = لبيك إن الحمد لك

والملك لاشريك لك = ما خاب عبد سألك

أنت له حيث سلك = لولاك ياربي هلك

لبيك إن الحمد لك = والملك لاشريك لك

والليل لما أن حلك = والسابحات في الفلك

وكل من أهل لك = سبح أو لبى فلك

يامخطئا ما أغفلك = عجل وبادر أجلك

واختم بخير عملك = لبيك إن الحمدلك
والملك لاشريك لك = والحمد والنعمة لك







لله دركم يا أهل عرفات ...





والله ما تخلفنا عنكم ... تهاونا ولاتكاسلا ... فإلى الله نشكو ضعف قوتنا ... وقلة حيلتنا ... وهواننا على الناس ...





اللهم بلغنا أجرهم .. وارزقنا أجر النية ..





وارزقني ووالدي وجميع من تحب حجة إلى بيتك الحرام ..

طق يا مطر طق ...

( طق يامطر طق ...



بيتنا جديد ...



مرزابنا حديد ...)



لا زلت أتذكر تلك الاهازيج التي يطلقها



الاطفال عادة في الكويت ..



كلما أتت زخات المطر متوالية ...



فيخرجون فرحين مهللين .. ينشدون الاناشيد ..



وتعلو أصواتهم بالاهازيج ..



( مطر مطر عاصي .. طول شعر راسي ..)



سلفهم في ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ...



حيث كان إذا نزل المطر .. حسر عن رأسه ..



وقال : (إنه حديث عهد بربه) ..



المطر ...



الخير ...



البركة ...



الرحمة ...



تساقطي .. ياحبات المطر ..



كتساقط حبات اللؤلؤ المنثور ...



فاغسلي قلوب العباد ...



كما تغسلين .. طرقات البلاد ...



فنحن أحوج إلى ذلك الغسيل ..





يالله ياللي تغسل الأرض بالسيل = اغسل قلوب أهل الحسد من حسدها



يتساقط المطر .. على الشرفات .. والمظلات ..



وأسقف البيوت بشتى أنواعها ....



ليحدث .. بذلك أجمل موسيقى تسمعها الأذان ..



وتطيب لها الخواطر .. فتعرف وصوله قبل أن تراه ..



وتعلن له الحب .. ليس من أول نظرة ...



بل من أول قطرة ...



ياناس أذني لبعض الحي عاشقة = والأذن تعشق قبل العين أحيانا





ثم تعلو أصوات أهل الخير ... مرددة ..



اللهم صيبا نافعا .. اللهم صيبا نافعا ...



وكأنها فريق كورال يردد .. خلف المنشد ..



ويأبى البرق إلا أن يزين السماء المظلمة .. ببريق ..



ينعكس على تلك الجباه المبللة ...



وكأنه يرسل رسالة لكل من أحبطه الظلام .....



أن ثمة بصيص أمل .. وومضة نور ..



والمخرج إلى الأمام فسر قدما ....



وياتي الرعد ...



ليشارك في تلك الاحتفالية الجميلة ..



فيأبى إلا أن يصرخ .. صرخة ..



يفزع منها قلب كل ظالم .. ليعلم أن الله موجود ..



وأنه عنده ستجتمع الخصوم ..



ليعلو حينها صوت أهل الحق ..



(سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ..)



لكتمل أجمل اوركسترا .. استمعت إليها اللآذان ... وطربت إليها النفوس ..



وبعدها .. يخف هطول المطر .. رويدا رويدا ..



رأفة بمحبيه .. وكأنه يعلم أنه لو انقطع فجأة



لأخذ معه قلوبنا ..



حتى يقف ... ويأتي الهدوء .. وتنتظر التصفيق ...



فلا يأتِ .. لتكتشف عندها أنك كنت في كرنفال للمطر ..



إنه عشق للمطر .. وحب عذري .. فلا تلوموني ..



يا لائمي في الهوى العذري معذرة = مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ

انفخ في الزبادي ...

بسم الله الرحمن الرحيم







كثيرا ما يتعرض الانسان في هذه الفانية .. لمواقف .. وأحداث .. هي أشبه ما تكون بلسعات (الشوربة)..



لمن فتك به الجوع ... فانكب على وجهه .. ليرتوي من تلك (الشوربة) ..



وأنا .. كغيري ... من عباد الله ... تعرضت لتلك اللسعات ..



ونظرا.. لأنني .. كغيري من عباد الله .. أيضا... مواطن صالح .. ورجل أسير على العجين مالخبطوش ...



فقد أخذت عهدا على نفسي ... أن أنفخ .. وأنفخ .. وأنفخ .. في الشراب الذي أمامي .. حتى لو كان (زبادي) ..



لأنني أؤمن إيمانا جازما .. بالمثل المصري القائل :



((اللي يتلسع من الشوربة ... ينفخ في الزبادي))





شخصيا لا أرى عيبا ... في ذلك .. حتى لو علت من حولي الضحكات .. وأشيرت إلي السبابات ..



فمهما كانت النتيجة .. فانها ستكون أهون من لسعة جديدة .. فقد أصبح لساني لا يحتمل مزيدا من اللسعات ...





عزيزي القارئ ..



رجاء .. رجاء .. رجاء ..





لا تضحك ..



إذا رأيت شخصا .. يخاف من جرة حبل ..



فقد يكون لدغ من قبل ثعبان .. سابقا ..



ولا تضحك ..



إذا رأيت شخصا ينفخ .. في الزبادي ..



فقد تكون آلمته لسعات ((الشوربة))





تقبلوا .. ترهات محدثكم .. منصور ... أحد هواة النفخ في الزبادي ..





شكرا ..

انضح بما فيك ..

بسم الله الرحمن الرحيم







قديما قالوا : ( كل إناء بما فيه ينضح ) ..





نعم ... صحيح ..



وما أنت إلا إناء .. تنضح بما فيك ..



فإن كان مافيك عسلا .. فستنضح عسلا ...



وإن كان ما فيك خلا ... فلن تنضح إلا خلا ...



بعض الناس هداه الله .. يظن أنه بامكانه أن ينضح بخلاف ما فيه ...



أولا يعلم ذلك المسكين أنه ولا بد من أن تحين ساعة النضح الحقيقي .. فينضح بما فيه ..



إما بفلتات لسانه أو شطحات يده ...





بعض الناس يتسرع في اطلاق الاحكام على الآخرين ... وما ذلك إلا تفسيرا عمليا ظاهرا لمقولة .. كل إناء بما فيه ينضح ...



فاذا رأى شخصا يقف بسيارة أمام السوق وينتظر فتاة تركب معه .. إلا وقال إنها عشيقته !!



لماذا .. لأنه نضح بما فيه ... ولأنه مغرم بمثل هذه الامور ..



بالنسبة لي ... أتضايق جدا ممن يطلق تلك الأحكام على الآخرين ... غير آبه بما يسمى احسان الظن .. ناسيا أو متناسيا أن الله عز وجل .. سيحاسبه على سوء ظنه يوم القيامة .. ولن يحاسبه على حسن ظنه حتى وإن كان قد أخطأ بحسن ظنه ...



سألني صديق لي مرة .. ما رأيك بفتاة تقود السيارة قبل صلاة الفجر بقليل ؟



فقلت له ما رأيك أنت ؟



فقال وبلهجته العامية ... : ما تستحي وماعندها أهل !!!



فقلت له : قد تكون ممرضة أو طبيبة وينتهي دوامها مع الفجر ...



سكت .. حاول أن يصلح اجابته السابقة ..



ولكن هيهات .. فكل اناء بما فيه ينضح ..



أحاول الابتعاد عن من يكون هذا ديدنه في الحكم على الاشخاص ..



فلن يضرني إن أحسنت الظن ...



حتى أحمل بداخلي عسلا ... فأنضح عسلا ...







شخبطة لم أعد لها العدة ... فسامحوني ...