2011/12/27

عذراً تيماء

تبكي خُناسٌ على صخرٍ وحُقّ لها
إذ رابها الدّهرُ إنّ الدّهر ضرّارُ
الخنساء

أصعب اللحظات هي تلك التي تمسك فيها القلم وأنت تشعر برغبة عارمة في الكتابة وشوق فاضح لاحتضان الأوراق ، فتصطدم بخذلان القلم لك ، وتطيش منك الأفكار ، وتتبعثر منك الكلمات ، وتنحبس العبارات ، ولا ينطق قلمك "ببنت حبر" ، فتعود حزينا بخفي حنين ، تجرخلفك أذيال الخيبة ، منكساً رأسك ، مرجعاً الأمر كله لسببين لا ثالث لهما ؛ إما لقلة بضاعتك وكسادها ، وإما لعظم قدر المقام إذا ما قورن بالمقال فيستحي المقال من المقام ويفر على شكل أفكار مشتتة تختبئ خلف ذاكرة مشوشة أكل عليها الحزن وشرب ، تحاول استجماعها ولكن بمجرد أن تلامس أصابعك القلم تتشتت تلك الأفكار منك مرة أخرى مستغلة انشغالك بطريقة مسكك للقلم ومحاولة عدّ أصابعك قبل الكتابة !! ، ولله درّ المبدع محمد الرطيان الذي يقول : "إذا قمت بعدّ أصابعك قبل كتابة المقال فإنك ستخرج بأصابع كاملة وفكرة ناقصة" .
جميل أن تمسك بالقلم لتكتب به ما جاش في صدرك وتجسد به الضحكات والدموع ، الآهات والقهقهات ، على شكل حروف وكلمات ، ولكن الأجمل أن يمسك القلم بيدك ويتشبث بها كما يتشبث الغريق بقشة ، ويجبرك هو على الكتابة ، ويطير بك فوق هامات سحب الأدب ، فتشعر بأن يدك تسابق أفكارك وأن سرعتك في الكتابة قاربت سرعة الضوء ، فتحمد الله على عدم وجود كامرات للسرعة على هوامش الورق ! ، وترى الكلمات تتراقص على صوت وقع خطى القلم فوق الورق ، وترى علامات الترقيم تتناثر ، كل واحدة منهن تعرف مكانها فلا تزاحم أختها ، حتى يجيء دور النقطة الأخيرة التي ما إن تضع نفسها في مكانها إلا ويضج المكان بصوت تصفيق لا يسمع دويّه إلا أنت ، ولا يشبهه إلا صوت تصفيق المستمعين لفرقة أوركسترا بعد فراغها من أداء معزوفتها .
كم كنت أتمنى أن أعيش تلك اللحظات وأنا أكتب مقالا عن تيماء ، عن الصابرة الصامدة في وجه كل عوامل التعرية بأنواعها وأشكالها الحسية منها والمعنوية ، عن تيماء ذات البيوت الحمراء في أول نشأتها ، وعن تيماء التي تحولت إلى بيوت من الصفيح الأبيض رغماً عنها ، عن تيماء الخاوية من الناس في أول نشأتها ، وعن تيماء المكتظة التي لا تجد لك فيها موضع قدم في أوقات الذروة ، عن تيماء الهيل والقهوة والكرم والمجالس الطيبة ، عن تيماء العوز والحاجة والضنك والضيق ، عن تيماء البيوت الضيقة ، عن تيماء الصدور الشمالية الواسعة ، عن تيماء التي تهتز جدرانها التي لم تبنَ على أساس متين مع كل صوت رعد أو مطر شديد ، عن تيماء التي بنيت عادات أهلها على أساس متين لا يتزعزع في وجه رياح التغيير والعولمة ، عن تيماء التي ارتجفت بيوتها بسبب سير الدبابات العراقية بين شوارعها في الغزو الغاشم وعن تيماء التي استقبلت قوات التحالف بأبواب مشرعة وكرم ضيافة غير مستغرب على من يعرفها ويعرف أهلها .
منذ يومين وتيماء تبكي وحُق لها أن تبكي ، بكت تيماء بعد أن رابها الدهركما راب الخنساء قبلها ، بكت تيماء بعد أن استباحت حرمتها آليات وزارة الداخلية وروعت الآمنين فيها ، بكت تيماء يوم أن رأت أبناءها يضربون ويهانون وينكل بهم وهم يحملون أعلام الكويت وصور سمو الأمير حفظه الله ولافتات تطالب بحق المسلم على أخيه المسلم ، بكت تيماء ورفعت رأسها عاليا حتى يرى دموعها الجميع وحتى تنظر من سيأتيها بمنديل ليمسح دموعها ويبشرها ببسمة غابت ولكنها حتماً ستعود .
كم كنت أتمنى أن أقدم كل ما لدي من كلمات لتيماء وأنا ابن تيماء الذي ترعرع بين أزقتها وسبرها وسبر أهلها واكتسب كل ما به من صفات طيبة من تلك البقعة التي يسمع عنها أهل البلد ولم يروها ، كم كنت أتمنى أن أقدم ما يليق بك ياتيماء ، ولكنه القلم أراه يستعصي علي ، والكلمات أراها تفر مني فرار المجذوم من الأسد ، والأفكار أراها تطيش مني ، والشئ الوحيد الذي طاوعني اليوم هي دموعي وها أنا ذا أجود بها كمداد لقلمي ..... لهذا كان العنوان .... عذراً تيماء !! .

2011/12/21

لن تمشي وحيدا بعد اليوم

"لن تمشي وحيدا بعد اليوم" ... بهذه الكلمات التي ملؤها الأمل تصدح جماهير نادي ليفربول الانجليزي محاولة تحفيز لاعبي فريقها وبث روح الحماس فيهم ، وبنفس الكلمات تواسيهم بعد كل خسارة موجعة ، وتخفف من مصابهم ، وتداوي جراحاتهم ، حتى أصبحت تلك الكلمات مع مرور الوقت نشيداً رسمياً للنادي ، وتحديداً بعد حادثة التدافع الشهيرة في ملعب ليفربول عام 1989م والتي أدت إلى مقتل 96 شخصا من مشجعي النادي في يوم لا ينساه أنصار النادي الإنجليزي ، فأصبحوا في كل لقاء لفريقهم يرددون : "عندما تمشي خلال عاصفة ارفع رأسك عاليا ، ولا تخف الظلام ، في نهاية العاصفة هناك سماء ذهبية ، وهناك أغنية المرح الفضية اللطيفة ، امض قدما خلال الرياح ، امض قدما خلال المطر، بالرغم من تأرجح وتبخر أحلامك ، امض قدما امض قدما فلن تمشي وحيدا بعد اليوم" .
استوقفتني تلك الكلمات كثيراً وأنا أقرأها للوهلة الأولى ، شعرت بشئ كبير في داخلي جعلني أتعاطف مع تلك الكلمات التي تخاطب كل جريح لا يجد بجانبه من يواسيه ، وكل مظلوم يطلب النصرة فيقابل باللامبالاة ، وكل دمعة تنهمر فتقابل بالضحكات العالية التي لا تخلو من نبرة سخرية ، ووجدت أن من الظلم حصرها بين جنبات الملاعب الرياضية وهي تحمل بين ثنايا حروفها كل هذا الكم الهائل من الانسانية الصافية .
في بلدي يعاني البدون الأمرين ، يلتفتون يمنة ويسرة يستجدون النصرة بنظراتهم فقد منعهم الحياء من طلب النصرة بأفواههم ، يريدون شخصاً يقول لهم من بعيد "لن تمشي وحيدا بعد اليوم" يريدون من الذين اعتلوا المنابر لفضح الفساد وأهله ، ومن الذين حاربوا الراشي والمرتشي جهارا نهارا ، ومن الذين قضوا الليالي في الاعتصامات دفاعا عن الحقوق المكتسبة ، ومن الذين فزعوا لنصرة كل مظلوم بعيد ونسوا المظلوم القريب رغم أن في نصرته أجرين أجر النصرة وأجر القربى ، يريدون منهم جميعاً أن يقولوا لهم "لن تمشي وحيدا بعد اليوم" ، يريدون من أصحاب الأقلام الحرة التي لم تخش في بيان الحق لومة لائم أن تكتب لهم مانشيتا يقول لهم :" لن تمشي وحيدا بعد اليوم " .
إن لإخوانكم عليكم حقاً أن تنصروهم وتساهموا في رفع الظلم عنهم وأن تقفوا معهم صفا واحدا حتى تتحقق مطالبهم ، فإنكم إن تخليتم عنهم اليوم سيبقون هم "بدون" هوية ، وستصبحون أنتم "بدون" مبدأ ، و"بدون" إنسانية ، و "بدون" ضمير ، فضعوا "بدونيتهم" في كفة و"بدونيتكم" في كفة وانظروا أي الكفتين ستطيش ؟! .
امض أيها البدون فلن تمشي وحيدا بعد اليوم فكل أصحاب الضمائر الحية سيؤيدونك ، وكل أصحاب الأقلام الحرة سيكتبون دفاعاً عنك ، وكل أصحاب القضايا الحقة سيعتبرون قضيتك هي قضيتهم في المقام الأول ، ومن سواهم فلست في حاجة لتلونهم وتناقضهم وكذبهم ، امض أيها البدون فلن تمشي وحيداً بعد اليوم فإنك إن تكُ صاحب حقّ فإن الله عزّ وجلّ سيكون معك ، وإن الله عزّ وجلّ لينظر إلى دعوة المظلوم فيقول لها (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين) ، امض أيها البدون فلن تمش وحيدا بعد اليوم فمن كان الله معه فماذا فقد ؟! .
أما أصحاب التعاطف الكاذب ممن يتاجرون في قضية البدون ويتكسبون من خلالها فالبدون أغنياء عن تعاطفهم الكاذب ، وهم من العلم والدراية بمكان يستطيعون من خلاله التمييز بين الصادقين والكاذبين في نصرتهم ، وقد صقلتهم نوائب الدهر حتى باتوا يعرفون من يدعمهم حقّا لتحقيق مطالبهم ، وبين من يتسترون خلف صور رمزية يغيرونها في برامج التواصل الاجتماعي ويظنون بعدها بأنهم قد قاموا بما يجب عليهم القيام به ، بل ويتبعون ذلك بالمنّ والأذى ، أو يجعلون قضية البدون أحد نقاط برنامجهم الانتخابي زوراً وبهتاناً .
عزيزي البدون ... قد تكثر الكلمات وتطول العبارات في بيان حجم مأساتك ولكن ثق تماما بأنه لا يعلم عظم ما يقاسي البدون إلا البدون أنفسهم ، ولله در المبدع الوسيم محمد السهلي حين قال :

مع احترامي للقصيدة والخيال .......
ماحسّ باحساس "البدون" إلا "البدون"

عزيزي البدون ... آمُل ألاّ أراك "تمشي وحيدا بعد اليوم" .

2011/12/12

قل لا تمنوا علي تموينكم

ولقد أبيت على الطّوى وأظله
حتى أنال به كريم المأكلِ
عنترة بن شداد

منذ أن فتحت عيني على قضية البدون وأنا أسمع أنها كرة ثلج تتدحرج ، لا أدري كم قطعت كرة الثلج تلك من المسافات أثناء تدحرجها ، لا أدري كم من الحجم بلغت تلك الكرة وهي تتدحرج ، لا أدري متى ستتوقف عن التدحرج ، وهل ستتوقف قسراً أم برغبتها ؟! ، كل تلك التساؤلات تحتاج إلى إجابة وافية بل إجابات ، وهاهم أبناء القضية ينتظرون جهينة ليأتيهم بالخبر اليقين ، وبدلاً من أن يسعفهم الخبر اليقين يفاجؤون بمزيد من الأخبار الكاذبة بين الحين والحين من صحف وقنوات باتت تعشق الرقص على جراحاتهم ، والتكسب من خلال قضيتهم ، عن طريق مانشيتات كاذبة هي للإثارة وتحقيق زيادة في المبيعات أقرب منها للمصداقية ومتابعة القضية عن كثب ، أو عن طريق برامج حوارية هي لدغدغة المشاعر أقرب منها لإيجاد الحلول ، وبدلا من أن يأتيهم جهينة ذو الخبر اليقين ، يطل عليهم رئيس الجهاز المعني بحل قضيتهم ليبشرهم بأن لا بدون في الكويت وأن جهازه المركزي الذي لا يختلف كثيرا عن عمل الجهاز البصري عند المكفوفين لديه من الأدلة والبراهين مايثبت أن من يدعون أنهم بدون هم مقيمون بصورة غير قانوينة ، ويمتلكون جنسيات لدول أخرى ، ليعيد القضية برمتها من جديد إلى المربع الأول ، وليترك كرة الثلج المتدحرجة منذ أمد تستمر في تدحرجها .
يطل عليهم رئيس الجهاز المعني بحل قضيتهم لا ليبشرهم بفرج قريب وحل يلوح في الأفق ، ولا ليصبرهم ويذكرهم بأن النصر مع الصبر ، ولكن ليمنّ عليهم ويذكرهم بالنعم التي تغدق عليهم ليلا ونهارا على حدّ زعمه ، حتى أصبح المواطن الكويتي يتمنى لو أنه بدون ، ويرفع أكف الضراعة مناجياً ربه (ليش ياربّ ما خلقتني بدون) !! ، أوَلا يعلم "فضيلته" بأن ما يؤخذ عنوة وعن طريق الضغط لامنّة فيه للمعطي ولا يحق له أن يتبجح بما أعطى ؟! ، بل المنّة فيه على الآخذ الذي صبر طويلاً حتى مارس ضغطه من أجل الحصول على تلك الحقوق لا الامتيازات كما يحلو للبعض تسميتها ، فكفوا رحمكم الله عن تكرار تلك الأسطوانة المشروخة من ذكر للتموين وشهادات الميلاد وشهادات الوفاة وإعفاء من الرسوم الصحية والتي تتمتع بها حتى بعض الحيوانات – أجلكم الله – في هذا البلد ، وحذارِ من كثرة المنّ بعد العطاء فقد يكون المنّ وبالاً على المانّ كما حصل مع الوزير الراشد والذي تسبب من حيث شعر أم لم يشعر بخروج الآلاف إلى ساحة التحرير بعد لقائه الذي ملأه بالمنّ والتذكير بالمنح والأعطيات ظانّا أن من أجل ماذكر فقط تغضب الشعوب .
حين خرج البدون في فبراير الماضي لم يكن همهم ورقة تثبت أنهم أحياء ، ولا ورقة تثبت أنهم قد وسدوا الثرى ، ولا كيس أرز أو طحين ، فلا أحد منهم مات جوعا قبل تلك المنحة ، ولكنهم خرجوا يحملون أعلام الكويت وصور سمو الأمير من أجل وطن يحبهم ويحبونه ، من أجل وطن يبرون به رغم قلة ما أعطاهم مقارنة بغيرهم ليثبتوا أن الولاء للأوطان لايكون بمبدأ المكافأة وقاعدة خذ وهات ، وأن الفداء والتضحية للأوطان غير مرتبطة بالأوراق الثبوتية ، بل بالمواقف الثابتة ، خرجوا من أجل كرامة سلبت منهم ولم يجدوها من ضمن الامتيازات – زعموا – التي منحت لهم بعد ذلك ، فكفوا رحمني الله وإياكم عن ذكر التموين صبحة وعشيا ، وارحموا عقول الناس قليلا ، فلا شئ أثمن من الكرامة ، ولا ألذ من الجوع إذا غلف بعزة النفس ، واعملوا جاهدين على إيقاف كرة الثلج المتدحرجة والتي أتمنى أن أكون حيّا أرزق حين تتوقف عن التدحرج فكم أعرف من الأحباب من مات وكان يتمنى أن يراها متوقفة إبان حياته لكن الأجل لم يسعفه ، وها أنا ذا أتمنى الأمر ذاته.

منصور الغايب

2011/12/04

من لـ دمّاج ؟!

تبكي دمّاج فلاتجد من يأبه لها ، تقدم كل يوم من أبنائها الصفوة لعلها تلفت انتباه الغيورين من أبناء الإسلام ، فتجازى باللامبالاة ، تطلقها صيحات مدوّية لعلها توقظ النيام من سباتهم العميق : واااإسلاماه ، وااااعروبتاه ، فتواجه تلك الصيحات بأذن من طين وأخرى من عجين .
تطلب الغوث ممن حولها من أخواتها ، فيصدق فيها قول الشاعر :
المستجير بزيد عند كربته () كالمستجير من الرمضاء بالنارِ
فتونس والمغرب وليبيا ومصر وسوريا والسعودية والكويت والبحرين وغيرهن من دولنا العربية ، وأخواتها القريبات منها من محافظات اليمن "غير" السعيد ، كلهن قد شغلن عنها بما ألمّ بهن وما أصابهن ، فأصبحت كل واحدة منهن تصرخ بأعلى صوتها : " نفسي نفسي ، إن "شعبي" قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله " !!
هي دمّاج معقل من معاقل الموحدين في اليمن وقريبة من دار الحديث التي اُسست على التقوى من أول يوم لتكون منارة تنشر بين الناس التوحيد والعلم النافع ، ولتخرج لنا العديد من طلبة العلم الذين عادوا لبلدانهم يحملون بين أيديهم الخير ليبثوا في القلوب الميتة الحياة من جديد ، ويحيوا موات القلوب كما يحيي الماء موات الأرض .
لكن فئة من الناس لا يعجبهم أن يعبد الله وحده دون ما سواه ، ويزعجهم أن ترتفع في الأفق راية لا إله إلا الله خفاقة ، ويصم آذانهم صوت المؤذن وهو يقول حي على الصلاة حي الفلاح ، ويعتبرون مدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمّا لهم ، والذبّ عن عرضه الشريف طعناً في أعراضهم ، فأجلبوا بخيلهم ورجلهم ، وأعدوا العدة والعتاد ، وانقضوا على حين "غفلة" إعلامية ، و "انشغال" عربي واسلامي بقضايا أخرى ، و "ربيع" يذكرنا بالمعيدي الذي أصبحنا نحبذ أن نسمع به ولا نراه ، و "لامبالاة" من قبل البعض بأحوال أمته متناسين أن من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم .
هذه الفئة الظالمة التي كانت من قبل تحاول الظهور في صورة طلاب حق ، نجدهم اليوم يكشرون عن أنياب طائفيتهم البغيضة ، ويشهرون سيوف أحقادهم تجاه أهل السنة والتوحيد في دمّاج ، ويعيثون في الأرض فساداً ، ويعيدون إلى الذاكرة جزءاً مما فعله قبلهم حزب الله في لبنان وما فعله جيش المهدي وفيلق بدر في العراق ، من قتل على الهوية ، وسفك للدماء نتيجة أحقاد طائفية لاترضي مسلماً يتحلّى بالإنصاف .
تبكي دمّاج وحق لها ألا ينقطع بكاؤها ، تنزف ولا يبدو أن نزيفها سيتوقف مالم نبادر في نصرة أهلها ولو بتسليط أضواء الإعلام عليهم ، ليعلم القاصي والداني مدى الوحشية التي يتعرضون لها ، وهي وحشية لا تقل عما يرتكبه بعض الطغاة تجاه العزل من أبناء شعوبهم ، وهم والله في وضع يستحق أن ينال جزءاً من اهتمام قنواتنا الإعلامية لا سيما الإخبارية منها والتي أثبتت فاعليتها في المرحلة الراهنة وأثبتت مقدرتها على إنصاف المظلومين وبيان فداحة الظلم الواقع عليهم .
اللهم انصر إخواننا في دمّاج على عدوك وعدوهم ، اللهم احقن دماءهم ، وصن أعراضهم ، وثبّت الأرض من تحت أقدامهم ، واكسُ عاريهم ، وأطعم جائعهم ، وكن لهم عوناً ونصيراً .

منصور الغايب