2010/04/27

أنا وزهير في جلسة غير ...

ذات ليلة .... من ليالي بداية فصل الشتاء الطويلة ....



والتي تنام فيها وتستيقظ ...



ثم تنام وتستيقظ ....



ولا يزال بينك وبين أذان الفجر شأو بعيد ...



قررت أن أستغل هذه الليلة .... بما يعود علي بالنفع في ديني ودنياي ...



ففكرت ....



ماذا عساي أن أفعل ...



فأبواب الخير كثيرة ....



وسبل المعروف وفيرة ...



ثم فجأة ....



طرأت علي فكرة ...



لماذا لاأصل رحمي ...



فصلة الرحم ...



تزيد الرزق وتطيل العمر ...



ولكن ... من ياترى هذا الذي سيستقبلني في أنصاف الليالي ...



بحثت وبحثت لعلي أجد لي رحما أبلها ببلالها ..



فتذكرت أن بيني وبين زهير بن أبي سلمى ... رحم قديمة قد قطعت ...



لاتستغربوا يا أحبائي ....



فإنني وزهير نرجع إلى آدم وحواء ... ولا يوجد رحم أقوى من هذه الرحم ....



ولأن زهيرا قد واراه التراب ... منذ أمد ...



وأكل منه الدود وشرب ...



فعلمت علم يقين أنني لن أجده إلا في بطون الكتب ...



فتناولت ديوان زهير ... وأخذت أتصفح .. فإذا بعيني ... تقع على معلقته التي تعلقت في القلوب ... قبل أن تتعلق بأستار الكعبة ..



فصاح بي زهير ....



مالك يارجل ... مالذي ذكرك بي في هذه الساعة المتأخرة ...؟!



فقلت له : يازهير أما شبعت من النوم ... ها أنت قد نمت منذ أمد فما عساك استفدت ...



قهقه زهير وقال حسنا حسنا ... ماذا تريد مني الآن ...؟



فقلت له : أسمع عنك الكثير ... وعن حكمتك ونصحك الكثير ...



ولن أعتقك الليلة حتى تعطيني مما أعطاك الله .. ولا تبخل علي بما أعطاك الله فتكون كتلك التينة ... (أتذكرون)..



فقال زهير ... حسنا ياصاحب الرحم التي ابتليت بها ...



اسمع ....



فقلت له ... هاتِ ...





سئمت تكاليف الحياة ومن يعش = ثمانين حولا لا أبالك يسأمِ



هذه قديمة يا زهير .... فقد سئمنا ونحن أبناء عشرين .... فلا غرابة أن تسأم وأنت ابن ثمانين ...



وأعلم ما في اليوم والأمس قبله = ولكنني عن علم مافي غد عمِ





لله درك يازهير وكأنك تقول لي عش يومك .. أتدري يازهير هذا هو عين ما أحتاجه ... فقد أرقني التفكير في المستقبل ... خلها على الله يارجال



رأيت المنايا خبط عشواء من تصب = تمته ومن تخطئ يعمر فيهرمِ



سأعذرك يازهير في هذه ... فقد مت قبل الاسلام ولو عاصرت الاسلام ... لعلمت أن الاجل مكتوب .. ولن يموت أحد قبل أجله ... وليست كما تظن خبط عشواء إن أخطأتك أصابت غيرك ...



ومن لم يصانع في أمور كثرة = يضرس بأنياب ويوطئ بمنسمِ





أراك من دعاة النفاق الاجتماعي يا زهير .... أم أنك سياسي محنك ..؟!



المصانعة لابد منها أحيانا ... فهي الخلاص في كثير من الأمور .. بالذات عندنا هنا في المضايف ..



ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يفره ومن يطلب الشتم يشتمِ





صدقت والله .... فلابارك الله بالمال ان لم تصن به عرضك وتحفظه من أفواه الناس ...



وذكرتني بقول القائل ...



أصون عرضي بمالي لا أدنسه .... لا بارك الله بعد العرض بالمال..



وإن لي مع الشطر الثاني من بيتك هذا وقفة ....



فما أكثر من يطلب الشتم اليوم .... وإذا شُتم جن جنونه وثارت ثائرته .... ولا يعلم ذاك المسكين أنه إنما عرض بنفسه أمام الناس ليشتموه .. ثم قال لا تشتموني ...



فكان كقول القائل ....



ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ... إيام إياك أن تبتل بالماء ....



ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله = على قومه يستغن عنه ويُذممِ



نعم .. نعم ... ولكن هلا أخبرت نفسك بهذا ... حتى لا تسألني في كل مرة .. لماذا جئت لأزورك ...؟!



ومن هنا أوجه دعوة للجميع .... لاتبخلوا بما آتاكم الله على أقوامكم ... فمنكم نستفيد ...





ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = وإن يرق أسباب السماء بسلمِ



زهير ... إنت شارب شئ .... ؟!



قبل قليل تقول المنايا خبط عشواء ... والآن تقول الموت قادم لامحالة .. ما هذا التناقض العجيب ...



وأراك تميل الى المثل المصري القائل ... العمر واحد والرب واحد ...



ومن يجعل المعروف في غير أهله = يكن حمده ذما عليه ويندمِ





ماهذا يازهير ؟! ... إنه بيت بقصيدة أو قصيدة في بيت ... وإن شئت فقل هو بيت القصيد ...



بالفعل يازهير ... ما ندمت على شئ ... كما ندمت على معروف في من لا يستحقه ... لا لفعلي لذلكم المعروف ولكن لأنني حرمت منه مستحقا وأعطيته لمن لايستحقه ..



زهير ... الف شكر لك .. فوالله لو لم أحرج منك إلا بهذا البيت الأخير .. لكان حسبي ...



اذهب يازهير ... واجلس في ديوانك ... فنعم الدواوين تلك الدواوين .....









وكعادة ليالي بداية فصل الشتاء ...



لازال بيني وبين أذان الفجر شأو بعيد ....





















كتبه

منصور الغايب

9/11/2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق