2011/04/30

هنا ... وهناك ....


.
.
.

في زمن عجّ بالمتناقضات من أقصاه إلى أقصاه ...

لا تستغرب أن يصيبك دوار شديد يفقدك التوازن والنظر بحكمة وروية ..

ولله درّ القائل ...

يقضى على المرء في أيام محنته = حتى يرى حسنا ما ليس بالحسنِ

هناك ... في أقاصي العالم ... احنشدت الآلالف المؤلفة لحضور حفل زفاف وصف بالملكي ...

وهنا ... في الجوار ... احتشد الآلاف من أجل حياة كريمة بعد أن ضاق بهم الحال عن الصبر على جور نصيري خبيث ... ولسان حالهم كما يقول فهد عافت :

زلّ وكتمت وزلّ وازددت كتمان = وازداد في غيّه وجاني بلايا

هناك ... كانت الملايين عبر الشاشات تنتظر قبلة الأمير للأميرة .. علها تطفئ في قلوبهم شهوة النظر إلى المحرمات ...

وهنا ... كانت قبلة الأم الثكلى على جبين ابنها الذي قتل ظلما لاتجد من يشاهدها أو يتعاطف معها ... في منظر بات شبه مألوف لنا ...

في كل يوم لنا ميْت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا

هناك حضر الملوك والرؤساء والزعماء من الجبابرة المتكبرين والذين أخبرنا بأنهم - أعني صفاتهم لا أشخاصهم - من أهل النار ...

وهنا ... كان الفقير والمسكين والمعدم والفلاح والصانع والحرفي ... يسجد لله شكرا بعد أن من عليه الكريم بهطول مطر أفشل خطة الطغاة بقطع المياه عنهم ... حرمهم العباد فأغاثهم رب العباد ...

هناك ... كان الكذب والزيف والمناظر الخادعة والابتسامات الصفراء متواجدة ...

بعض البشر مثل ابتسامات الأعراس = على كثر ماهي مثيرة .. ضريرة

وهنا .... كانت ابتسامة من نحسبهم في قوافل الشهداء صادقة لا تقبل التزييف ولا التحريف ....

مابين هنا ..... وهناك .... تختلف المشاعر ... ويتبين المهتم بأمر المسلمين ... ممن لا يهتم لأمرهم ...

مابين هنا ... وهناك ... تشعر بأنه يتوجب عليك لزاما أن تدعو بالهداية لمن أفرحته مناظر ذلك العرس الملكي .. حتى أنسته مناظر زف أرواح من نحسبهم في قافلة الشهداء ....


ومابين هنا .... وهناك ... يحق لي أن أرفع أكف الضراعة إلى المولى عزّ وجل ... داعيا قائلا :

اللهمّ لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ...

.
.
.

2011/04/20

زيارة قلم ...


لا أحبذ الابتعاد عن القلم (الكيبورد) كثيرا ...

فعلاقتي به كما ذكرت مرارا يزيدها البرّ وينقصها الجفاء ...

لذلك أراني محرجا حينما أمسك بقلمي دون وجود فكرة جيدة تداعب مخيلتي ..

فبين كلمة مشطوبة وأخرى من قبلي عير محبوبة .... أجدني عدت بخفي حنين ... بعد أن ظننت بأنني ... راح أجيب راس الدريعي !!

لا يبخل الأحبة والفضلاء بإعطائك طرف خيط فكرة ... كما لا تبخل المواقف اليومية التي نقابلها بإثارة شهوتي من أجل الكتابة .. ولا بدفعي مسرعا نحو قلمي وورقتي ولسان حالي كما قال الشاعر :

على خشمي على خشمي تعالي ياهبوب النود
................... أنا ماني بطفشان الخلايق ليه طفشانة ؟!

ولكن كل تلك الأفكار وكل تلك العزيمة على الكتابة والثقة المنقطعة النظير ... تتبدد وتذوب أمام أعاصير عاصفة من حولنا ... تعصف بإخواننا في بلدان مجاورة ...

فالدماء تنزف ولا تتوقف .... وسيل القتلى يتوالى ... والقلاقل والاضطرابات وانعدام الأمن هو السائد ...

فعن ماذا نكتب ؟!

عندها .. أعيد قلمي في غمده ... وأعتذر إليه عن سلي إياه دون فائدة تذكر ...

واعدا إياه بالتواصل ... مجددا ... متى ما شاء الرحمن ...

مستذكرا في ذات الوقت ما قاله نفس الشاعر :

الحزن قابع بين الأضلاع ومنين
.................. ماجيت أبكتبلي قصيدة حداها

على بيوت ما تبيها السلاطين
................. وعلى دموع حبر الأقلام ماها

.
.
.

كتبتها لا لشئ ... إلا من أجل التواصل مع قلمي الذي سريعا ما ينساني إن أهملته ..

2011/04/08

فأقم عليهم مأتما وعويلا ...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.
.
.

بالأخلاق ترتقي الأمم ... وبالأخلاق تنال مكانة رفيعة ... ومقاما ساميا ...

لاتمام الأخلاق جاء المصطفى .... وبحسن الأخلاق أمر النبي المجتبى ..

وكرّم ذوي الأخلاق بأن أخبر بأنهم أقرب النّاس مجلسا منه يوم القيامة ..

والأخلاق لا تشمل المعاملة فقط كما يتبادر للذهن ابتداء ...

وإنما الأخلاق تشمل ما هو أكبر وأعم وأشمل من ذلك ... فأعظم الأخلاق وأحسنها .. خلقك مع الله عز وجل بإفراده بالعبادة فهو وحده المستحق لها ..

وأسوأ الأخلاق وأرذلها أن تجعل مع الله ندّا وهو خلقك ...

وهنا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلّم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)  ..

أما أخلاق المعاملة والتعامل بين الخلق ... فهي ما يهم كثير من الناس اليوم .. وحق لهم ذلك ...

فالناس لا تريد من الآخر إلا ابتسامة صادقة ... وكلمة بالطيب من القول ناطقة ... وتجنبا لبذئ القول الذي يزعج الآذان ... وترتجف من سوئه الأبدان ..

وإن الناظر لكثير من مجالسنا اليوم يجد أن أغلبها قام على بذئ القول .. وسقط الكلام ... وردئ العبارات ... التي تمجها الأخلاق الحميدة .. وترفضها الفطر السليمة ...

والمصيبة كل المصيبة أن تنتكس الموازين أيضا ... فيقال لصاحب تلك العبارات ... ما أظرفه .. ما أحسنه ... وأن تلصق تلك العبارات بالمزاح ... والمزاح منها برئ .... وأن يجعل من (الميانة) المسكينة سببا للسخرية من الآخرين وإضحاك القوم عليهم .... فإلى أين وصلنا ... وإلى أين سنصل .. ؟!

مثل هذه المجالس ... يحق لك أن تعتزلها .... وقبل أن تفعل ... يحق لك أن تكبّر عليها أربعا وتقول بعد الفراغ :

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم = فأقم عليهم مأتما وعويلا

.
.
.

شكرا لكم ..