2014/06/18

وش حبوبُه ؟!


لأن "اللي على راسه بطحة يحسس عليها" بات صاحبنا يتحسس رأسه طوال الأيام العصيبة الماضية مع كل صيحة ضد الفساد يحسبها عليه ، ولأن العرب كانت تقول "كاد المريب أن يقول خذوني" بات صاحبنا يردد طوال الليل بصوت نشاز "يانواخذ اخذوني معاكم" ، ولا تستغربوا منه هذا الصنيع فقد حسمتها الأعراب منذ زمن فقالت "اللي ببطنه ريح ما يستريح" !
مقاطع فيديو تذكر ، ومؤامرات تحاك ، وخيانات على مشارف المدينة ، وتحويلات لأناس في مناصب حساسة ومؤثرة ، وأسماء يتوارد ذكرها بين الحين والآخر وكل ما سبق ليس لصاحبنا ذكر فيه ، ولكنك تجده الأكثر بكاءً وعويلاً ، والأشد صراخاً ودفاعاً عن غيره ، وكأنه يريد أن يثبت لنا أن وراء أكمة دفاعه عنهم ما وراءها وأن المريب مهما كان ماكراً وخبيثاً فإنه يكاد أن يقول خذوني .
لا شكّ أن هناك أناساً ليسوا متورطين تماماً في قضايا الفساد التي تشهدها البلد ولكنهم بالتأكيد مستفيدون من بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه ، وأن بيئة فاسدة كهذه تكفل لهم حياة ترف أطول وتضمن بقاء البشت على ظهورهم لفترة أطول حتى لو تظاهروا بأن البشوت لا تهمّهم ولا تغيّرهم .
على غرار ذلك "الشايب" الذي أراد تهريب حبوب ممنوعة وكان يتصبب عرقاً ولما اقترب منه موظف الجمارك وألقى عليه السلام ردّ "شايبنا" بـ "وش حبوبُه" ؟! ، واصلوا إطلاق صيحاتكم ضد الفساد رحمكم الله وستجدون "صاحبنا" مع كل صيحة تطلقونها يقف على رؤوس الأشهاد ليردد "وش حبوبُه" يا معارضة ؟! 


منصور الغايب
twitter : @Mansour_m

2014/06/12

ما لي شغل بالسوق !

في بلدي الحبيب استطاعت الحكومات غير الرشيدة المتاعقبة منذ زمن مع أختها اللدودة المعارضة المتشتتة "الله يحييها" على جعل "اللي ما يشتري يتفرّج" في سوق المطالب الحقّة وذلك عن طريق إبعاد أولى الناس بشراء "الحقوق" ببذل الغالي والنفيس وهم البدون عن طريق إنكار حقوقهم أصلاً وهذا ما قامت به الأولى غير الرشيدة أو تهميش مطالبهم وعدم وضعها حتى في الصف الأخير من ضمن أولوياتهم وهذا ما قامت به الثانية المتشتتة ، ليبقى أولى النّاس بالشراء يقفون موقف المتفرّج رغماً عنهم تارة وذلك عن طريق تهديدهم وتخويفهم أو باختيارهم تارة أخرى وذلك لأنّ جروح خذلانهم في تيماء لم تندمل بعد .
في سوق المطالب في بلدي يتداعى الآلاف للتجمع في ندوة ليس للإنسان فيها نصيب بل جلّ حديثهم سيكون عن الأموال التي تسرق وتنهب وهذا للأمانة ليس بجديد إطلاقاً وإن كانت المسألة قد تجاوزت حدّ المعقول في الآونة الأخيرة ، ولكنهم أبداً لن يتحدّثوا عن أحلام تُسرق وعن طفولة تنتهك وعن حقوق تُسلب ، لن يتحدّثوا عن شيخ طاعن في السنّ أفنى عمره في حمل السلاح دفاعاً عن البلد ليكون جزاؤه في النهاية كجزاء سنمار ، ولن يتحدثوا عن عجوز أنهكها المرض وهي لاتملك قيمة العلاج في المستشفيات الخاصة في بلدي فضلاً عن العلاج في الخارج ، ولن يتحدثوا عن شابّ يهيم على وجهه في الطرقات بلاعمل ولا أمل يتوسّد همومه ويلتحف أحزانه ، ولن يتحدثوا عن بنت تبخّرت كل أحلامها في أن تكون مدرسةً إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ ، ولن يتحدثوا عن جيل خامس بدأ يشبّ وهو يردد "وطن الكويت سلمت للمجدِ" وسيفاجأ لاحقاً بأن الوطن "سالم لأهله" الذين لا يعتبرونه منهم إطلاقاً بل هو نطفة أودت بها شهوة لم تقدّر عواقب الأمور وما شاء الله كان ، بل إنهم لو أرادوا الحديث كما أعلن بعض الحقوقيين في السابق فلن يكون هناك حضور يتجاوز أصابع اليدين والقدمين لأنه وببساطة "فلوسنا أولى" . 
شقيقي في المواطنة قلبي معك ، وسأكتفي هنا بقلبي ، لأنك اكتفيت ولا زلت تكتفي به وأنت تتحدث "بجهل" عن الحقوق الإنسانية وعن الحق السيادي والمستحقين وغير المستحقين ، فلا تنتظر مني وفقك الله لما يرضيه كلمة "لا" وأنا الذي ظلمي ليس "أولوية" في "لاءاتك" ، شقيقي في المواطنة خذها بصريح العبارة أنا مالي شغل بسوق "مطالبك ولست بنداً من ضمن بنودها" ومرّيت أشوفك ، سلّم تكفااااا .


منصور الغايب
twitter : @Mansour_m