2010/04/29

في الطريق إلى تحقيق الحلم ...

كثير من الناس لديهم أحلام يطمحون في تحقيقها ..



تارة يكون الحلم صغيرا في عين صاحبه ... كبيرا في عيون الآخرين ..



وتارة يكون كبيرا في عين صاحبه ... صغيرا في عيون الآخرين ..



وقد يكون سهل المنال في عين صاحبه .. صعبا في عيون الآخرين ..



وقد يكون صعب المنال في عين صاحبه .. سهلا في عيون الآخرين ..



وفي النهاية يبقى حقا مشروعا .. لكل أحد أن يحلم ويسعى لتحقيق حلمه ..



أمي .. حبيبتي ...



كغيرها من أبناء آدم وبنات حواء... لديها أيضا حلم ... قد يكون هذا الحلم كما أسلفت صغيرا أو كبيرا .. سهل المنال أو صعب المنال ... ولكن بالتأكيد أنه حق مشروع لها أن تحلم ..



كانت أمي تحلم برؤية بيت الله الحرام .. والطواف حوله ..





ياااااااااااااااااااااااااااااااااه



ما أبسطه من حلم في عيون الناس ... وما أيسر تحقيقه ...



لكنه في عين أمي شئ كبير ...



قد تكون أمي سعت في ريعان شبابها من أجل تحقيق هذا الحلم ..



ولكنها لم تستطع إلى ذلك سبيلا ...



لا تستغربوا ..



الأمر ليس بيدها .. بل بيد غيرها ...



وكما يقول حامد زيد :



مشكلة لاجات حاجتك بيدين البخيل = ما يفكك لين تدفع كثر ماتدفعه



وحاجة أمي قد جاءت بين يدي بخيل بل شحيح ..



لم أستطع أن أقدم شيئا يذكر لامي كي أساعدها في تحقيق ذلك الحلم .. طوال تلك الفترة ..



فكنت الوم نفسي .. رغم انني لا حول لي ولاقوة ...



وكيف لا الوم نفسي .. وانا ارى امي تتقدم في السن .. واخشى ان ياتي يوم .. ولا تحملها قدماها ..



وكيف لا الوم نفسي وانا اتذكر تضحيات امي من اجلي .. ومن اجل اخوتي ..



ياااااااه لا زلت اتذكر ذلك اليوم ..



عندما وفقني الله عز وجل وتمكنت من ايجاد رفقة تأخذني معهم إلى الحج دون مقابل ...



وقبل الذهاب الى الحج بيوم قالت لي امي : منصور أبيك توديني للسوق ؟



قلت ابشري ياغالية ...



انطلقت بها الى السوق ..



استغربت ...



امي تتجه الى محلات الذهب ... لماذا ؟



تبعت امي ..



دخلت محل الذهب ..



دخلت خلفها ..



اخرجت من جيبها قطعة من القماش ..



فتحتها .. فاذا بها خاتمان من الذهب وسوارة ....



نعم باعت امي تلك القطع لكي تعطيني .. مبلغا من المال كمصرف لي في السفر ..



ياااااااااااااااااااه



كل ما تذكرت ذلك الموقف .. احس بانني مقصر .. فلم استطع ان انفع امي بشئ ...



فلا زلت مصدر المتاعب لها انا واخوتي .. وسنبقى كذلك ربما ...



لاتلوموني .. فاني مكبل .. والاغلال .. اوهنتني ...



أماه عذرا اذا ماالعذر يجديني = أماه أماه يانبض الشراييني

أماه عذرا إذا ماالفقر أقعدني = أصبحت شاة وأضحى الفقر سكيني





ولكن اليوم ... نعم اليوم ... وبعد عناء ...



وبعد تعب قارب السنة .. تمكنت ولله الحمد والمنة ... من مساعدة أمي في تحقيق حلمها .. عن طريق استخراج جواز سفر لها ولابي حفظه الله ...



نعم اليوم غادرت أمي إلى المملكة العربية السعودية .. لتحقق حلمها ..



هاتفتها قبل قليل .. ومعها والدي ... قالت لي لم نصل للتو ...



اللهم أمد في عمرها حتى تحقق حلمها ...



جئت لها .. قبل ان تسافر بيوم .. مددت لها ما قدرني الله عليه ...



وطبعت على رأسها الذي غطته بشيلتها الجميلة قبلة .. كتبت معها بشفتاي .. عذرا يا امي .. فهذا هو ما استطيعه ..



ياااااا ما اشبه الليلة بالبارحة ... ولن أقول هذه بتلك .. فلو افنيت عمري .. تحت قدميك مقبلا لها .. لما رددت لك شيئا مما قدمتيه لي ..



فهنيئا لك رؤية بيت الله الحرام ..



وعمرة مقبولة يا امي ...



أعادك الله سالمة غانمة ...







كتبه

منصور الغايب

2/5/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق