2013/04/20

خلافات شباب الحراك نموذج فاشل !


كل إنسان يحمل همّ قضيّة معيّنة ينبغي عليه لزاماً لا اختياراً أن يكون سفير نوايا حسنة لقضيّته ، وأن يكون مثالاً مشرّفاً ، ونموذجاً يحتذى به ، وأن يعطي انطباعاً طيّباً لكل من يلتقي به ، فالنّاس – غالبيّتهم – يحددّون اختياراتهم من خلال انطباعاتهم الأوليّة ، فساعدهم ما استطعت على حسن الاختيار .

شباب الحراك السياسي المعارض هنا في الكويت ، لا أشكّ بأن جلّهم وليس كلّهم يحملون في قلوبهم همّ الإصلاح ، وقلوبهم تتحرق على البلد ، وعيونهم في الخلوات ربّما تدمع حزناً على ما وصل إليه حال البلد على جميع الأصعدة ، لكنّهم ومع الأسف فشلوا في أن يكونوا سفراء جيّدين لقضيّتهم وباتوا عاجزين عن اقناع المتعاطفين معهم فضلاً عن خصومهم بما يحملونه من أطروحات .

خلافات شباب الحراك فيما بينهم أعطتنا صورة سيئة عن الأزمة الأخلاقية التي نعيشها ، ونظراً لأنه إذا خاب ظنّك بدعاة الإصلاح فمالك مشاريه على "ساقط" الناس فتجدنا نركّز على هؤلاء الشباب وإلا فنحر الأخلاق وذبح القيم عند خصومهم أكثر من أن نحصي  ، وبنظرة سريعة إلى بعض الحوارات التي تدور في تويتر بين بعض المختلفين من شباب الحراك تتيقن بأن الوضع بالفعل بات مخيفاً ، وتنتابك خيفة فيما سيؤول إليه الحال لو نجح هذا الحراك مستقبلاً .

تويتر بات كالسفر يسفر عن أخلاق المغرّدين ، وفيه :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ

وفلتات التغريدات شاهدة على ما في القلوب ، وتدنّي مستوى الحوار إلى الحضيض دليل على عري أخلاقي لا يستره جميل الثياب ولا حسن الـ "بيو" ، وعد بذاكرتك سريعاً إن أردت إلى بعض الحوارات بين رموز وشباب الحراك لتعرف سوء الحال ، ومدى ما وصلت إليه المفردة من انحطاط حتى أنّها لم تعد توقّر شيخاً ولا عجوزاً يجلسان في بيتهما لا علاقة لهما بكل هذا العراك الدائر .

أزمتنا كانت وستبقى أزمة أخلاق ، حتى أوشكنا على إقامة المآتم علينا ، ولله در القائل :

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

 

ودمتم ...

2013/04/18

البدون ... الحالة والحل !


قبل أيام قلائل انتهى المؤتمر الأول لعديمي الجنسية في الكويت بمشاركة منظمات حقوقية دولية وتحت تنظيم "مجموعة 29" لا أطفأ الله لها ناراً فنيران كرمها التي تشعلها ليلاً باتت أكبر داعية للقلوب التي أضناها البرد والتعب فأصبحت تجري نحوها لتنعم بلذيذ دفءٍ إنسانيٍّ قلّ نظيره في هذه الأياّم .

"عديمو الجنسية" من وجهة نظري هي الترجمة الحرفية الفصحى لكلمة "بدون" والتي تعارف على إطلاقها على فئة من المجتمع باتت "بدون" كل شئ وليس الجنسية فقط وبات المجتمع أيضاً تجاهها "بدون" شعور ، ويعاملها "بدون" اهتمام ، ويتحدث عنها أحياناً "بدون" احترام ، ويعبث بمشاعرها "بدون" إنسانية ! .

فئة من فئات المجتمع لكنها "بدون" أمل ، و"بدون" طموح ، وأطفالها "بدون" تعليم ، وشبابها "بدون" وظائف ، وغالبيّتهم "بدون" زواج ، وحتى متزوجوهم كانوا إلى عهد قريب "بدون" عقود زواج ، وأنجبوا أطفالاً "بدون" شهادات ميلاد ، حتى صار الفرد منهم يعيش "بدون" هدف !

لكنّهم – ولله الحمد من قبل ومن بعد – ليسوا "بدون" هموم ولا "بدون" مشاكل ، وشيبانهم وعجائزهم ليسوا "بدون" ضغط ولا "بدون" سكّري ، ووجوههم وأيديهم ليست "بدون" تجاعيد تسرد قصص حزن تبدأ ولا تنتهي ، وهم أيضاً ليسوا "بدون" ديون ومشاكل مالية ، وليسوا "بدون" تلاعب بمصائرهم من قبل قلّة لا ترقب فيهم إلاّ ولا ذمّة ، فسبحان من قسّم الأعطيات بين "البدون" فجعلهم أحياناً "بدون" وأحياناً أخرى ليسوا "بدون" .

المؤتمر الأول لعديمي الجنسية كان تحت عنوان "البدون ... الحالة والحل" ، وهو عنوان جميل تضمّن تساؤلاً بسيطاً تكمن بساطته في صعوبة الإجابة عليه ، وهكذا هي الأسئلة كلّما استبسطناها كشّرت عن أنيابها .

الحالة يا سادة "كسيفة" ، أعمار تضيع ، وأحلام تسرق ، وأجيال تعقبها أجيال تعيش بلا أمل ، وشباب يُقتَل ، وطاقات تُهدَر ، وأطفال يبيعون أعمارهم للمارّة على رصيف الأحلام ، وآباء وأمّهات يموتون في اليوم مائة مرة حسرة وكمداً على أولادهم ، فعن أيّ حالة تتحدّثون ؟!

والحل يا سادة بسيط جدّا لمن اراد الحلّ ، وهو في المتناول لمن كان همّه إعطاء كل ذي حقّ حقّه ، ولمن جعل مقولة عمر : "لو أن بغلة عثرت ....." نصب عينيه ، ولمن عمل لما بعد موته ، وياليت قومي يعلمون !

الحل يكمن في وضع قانون على عجل يبيّن من هو المستحق فعلاً وليس بحسب الأمزجة ثم يعطى كل أولئك المستحقين حقوقهم كاملة غير منقوصة وخلال فترة وجيزة ، ثم يسمح لكل من يرى أن له حقّا قد حرم منه أن يتوجّه إلى ساحات قضاء للمطالبة بحقّه ، وللقضاء الكلمة الفصل في ذلك وعندها فقط .. سيرتاح بَرٌّ ويُستراح من فاجر .

دمتم ...

2013/04/13

تناقض الحراك بين فيروز والبرّاك !


لكلّ فعل ردّة فعل مساوية له في القوّة ومضادّة له في الاتّجاه ، هكذا علّمنا نيوتن ، وهكذا تعلّمنا في مدارسنا ، وهكذا ينبغي أن يكون عليه الحال ، لكنّ أحداً لم يخبرنا بأنّ ردّات الأفعال ربّما تكون مزاجيّة خاضعة للمحسوبية بعيدة عن صدق المبادئ غير تابعة لقاعدة عامّة ومطّردة .

يعلن ائتلاف المعارضة عن اعتصام يومي في ديوان النائب السابق مسلّم البرّاك يستمرّ إلى يوم إعلان الحكم عليه حول خطابه الشهير الموسوم بـ "لن نسمح لك" ، وقد بدأ الاعتصام بالفعل ، وهنا لا عتب على النّائب السابق مسلّم البرّاك إذ لا أحد يجد هذا الدعم الهائل والتعاطف الكبير ثم يقول للنّاس لا تتعاطفوا معي لا سيّما وأن يوم الحكم عليه سيكون يوماً تاريخيّاً وربّما سيكون مفترق طرق في المسيرة السياسية للكويت ، ولكن العتب كل العتب على ائتلاف المعارضة الذي قام بهذه الخطوة غير المسبوقة والتي تبين بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ الازدواجية في التعاطي مع الأمور والنظر للأشخاص وللقضايا بمنظارين هما الثغرة التي ينفذ منها أي نقد للحراك المعارض في البلد وهما السبب الرئيسي لافتقاد ذاك الحراك مزيداً من المؤيدين مع كل قضية جديدة ، كما أنّ شباب الحراك ممن رحبوا بالفكرة وبادروا بالحضور يلحقهم جزء غير يسير من ذلك العتب إذ إن الأولى بهم أن يبيّنوا للائتلاف بأنّ الجميع يجب أن تكون ردّات الأفعال تجاه ما يتعرّضون له سواء .

هناك في الجانب الآخر ، يختفي عبدالله فيروز الناشط الحقوقي لفترة من الزمن ثم يتبين بعدها أنه قد تم اعتقاله بسبب شكوى قدّمت في حقه بناء على تغريدة كتبها هي بحسب اصطلاح القوم "قضيّة رأي" ! ، لكنّ أحداً لم ينطق ببنت شفة ، واعتقال يفوت ولا حدّ يموت ! ، ومادام الأمر بعيداً عن أشخاص معينين فإن الموضوع سيمرّ برداً وسلاماً ولن يعلم عنه إلا قلّة من المتابعين للوضع فيي البلد .

أنا حينما أنتقد مثل هذه الأمور لدى شباب الحراك المعارض غالباً ليس من باب أن خصومهم هم أكثر منهم التزاماً بمبادئهم ، كلاّ !

ولكنّ لأنني أؤمن بقول الشّاعر :

ولم أرَ في عيوبِ النّاسِ عيباً

كنقص القادرين على التّمامِ

ولأنني أعلم بأنّ الضرب في الميّت حرام فلن أتحدّث عن تناقض اولئك ولكنّني سأركز دائماً على تناقض هؤلاء .

2013/04/08

لقاء البرّاك مع الشباب الكويتيين البدون الناشطين في الحراك


اطّلعت على مقطع فيديو صغير الحجم لحوار سريع دار بين النائب السابق مسلّم البرّاك وبعض الناشطين من الشباب الكويتيين البدون وعلى رأسهم الأخ أبوصقر محمد خضير في حفل العشاء الذي أقيم بمناسبة الإفراج عن الناشط الكويتي البدون عبدالحكيم الفضلي في الجهراء العامرة .

بداية هالني الاستقبال الحافل الذي نقل لي عن استقبال الشباب الكويتيين البدون للنائب السابق مسلم البراك ومدى الحفاوة التي استقبلوه بها رغم الكمّ الهائل من الخذلان الذي نالوه من النائب السابق مسلّم البرّاك وزملائه عندما كانوا نوابا عن الأمة أو حتى عندما تزعموا الحراك المعارض للقضاء على الفساد والمفسدين ، وفي هذا من وجهة نظري رسالة بالغة الأثر لمسلّم البرّاك في أنّ الشباب الكويتيين البدون رغم كل شيء فإنهم لا زالوا يعقدون عليكم الأمل في الوقوف معهم وعدم تركهم يقاسون منفردين أمام طوفان العنصرية الذي إن تمكّن منهم فستكونون أنتم وجهته القادمة وعندها لن ينفعكم قولكم : "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" !

ومن خلال مشاهدتي لذات المقطع أيضاً ، استوقفتني مدى السطحية التي يفكّر بها بعض الشباب الكويتيين البدون تجاه قضيّته لدرجة أنّه حين يتكلم عن قضية الكويتيين البدون فإنه يتكلم وينظر ويضع الحلول وفق ما يمتلكه هو من أوراق ثبوتيّة ووفق ما يراه أنّه يعتبر مرشّحاً له لنيل حقّ المواطنة ، فإن كان من أصحاب التواجد القديم أي ما قبل عام 1965 وجدته يستقتل من أجل أن يدافع عن هذه الفئة ويهمّش الباقين ، وإن كان من أصحاب إحصاء عام 1965 وجدته يطالب بتجنيس هذه الفئة على وجه السرعة ثم النظر في البقيّة وإن كان من أبناء الشهداء وجدته يرى أنّ له قدم السبق في التجنيس دون البقية وهكذا !

وهذا يدلّل على عدم وجود نظرة متوافقة من قبل شباب الحراك كلّهم أو جلّهم بل وعدم وجود رؤى ثابتة ومنارات تقدّم لمن يتعاطف مع القضيّة ليسير عليها ويمضي في حمل الراية قدماً ، وكيف ذلك والشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع هو الحقوق الإنسانية لذلك نرى الجميع يردّدها دوماً مع أن المطلب الأول والأخير للبدون هو حقّ المواطنة ولا شيء سواه .

وعلى ذات الهامش لفت انتباهي مبالغة بعض الشباب الكويتيين البدون في تعظيم بعض الناشطين في الحراك وعدم قبول انتقادهم أو الاختلاف معهم حاذين حذو بعض شباب الحراك من الكويتيين والذين بات انقسامهم واضحاً جليّا للجميع بسبب انقسامهم إلى فريق فلان وفريق فلان وعدم قبول أي فريق من الفريقين بمساس رمز الفريق الآخر الذي أريق على جوانبه الدمُ وبات المساس به من أنكر المنكرات .

ثلاث نقاط ماهي إلا فضفضة قلم أثارها ذلك المقطع فشكراً لمن تجشّم عناء القراءة حتى وصل إلى هذه النقطة .