السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاأدري لماذا أصبح مترسخا عندي أن أغلب النجارين لديهم أبوابا مخلعة تحتاج إلى إصلاح ، بينما هم يقضون جل أوقاتهم لإصلاح أبواب الناس إما تطوعا أو بمقابل ولا يلتفتون لأبوابهم الآيلة للسقوط ....
" باب النجار مخلّع "
مثل ينطبق على الكثيرين في حياتنا اليوم ....
وكأن قائله قد عاصر الكثير والكثير من أجناس البشر وأصناف الناس حتى أعطانا عصارة تجربته واختزلها لنا في عبارة ...
" باب النجار مخلّع "
عندما تذهب إلى الطبيب ليعالجك وترى في جيبه علبة سجائر أو ترى في يده سيجارة ... فتيقن أن باب النجار مخلّع ...
عندما ترى بعض المدرسين لا يعطون أبناءهم جزء من وقتهم ليراجعوا معهم دروسهم ... ويلهثون جريا وراء الدروس الخصوصية للتكسب المادي ... فاعلم أن باب النجار مخلّع ...
عندما ترى بعض الدعاة والمصلحين الذين يقضون أوقاتهم في وعظ الناس وتذكيرهم وارشادهم وابعادهم عن الشر ، ولا يبذلون ربع ذلك لاهليهم وذويهم ... فاعلم أن باب النجار مخلّع ...
أتاني مرة رجل يقصده الناس لرقية مرضاهم ... وطلب مني أن أرقي أختا له !!
تعجبت واندهشت .. فأنا لا أحسن ذلك ولا أعرف تشخيص الحالات .. وعندما سألته أجابني ... بأنه لا يملك الجرأة لرقية أحد أهله ... أرأيتم ... باب النجار مخلّع ...
ذهبت في أحد الايام إلى قسم التغذية في أحد المستشفيات .. لاتبع نظاما غذائيا بغية التخلص من بعض الكيلو غرامات الزائدة التي بدأت تطفو على سطح الجسم .. لاسيما بعد الزواج ... فلما دخلت القسم ... وجدت الاخصائية التي تنصح الناس وتعطيهم نظاما غذائيا ... تملك من الوزن الزائد مالايستطيع الميزان البوح به ..!!
نسمع الكثير من الناس ينادي بالجهاد ... ويغرر ببعض حدثاء الاسنان ويهربهم إلى بعض البلدان دون علم أهليهم ... ولا يفعل ذلك مع أبنائه ... أتراه أحرص على أبناء المسلمين منه على أبنائه ... أم أن باب النجار مخلع ؟! ...
والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا ... ولولا خشية السآمة ... لاسترسلت أكثر ...
فمثل هؤلاء وغيرهم ... يصلح أن نقول فيهم ...
غير تقي يأمر الناس بالتقى = طبيب يداوي والطبيب سقيمُ
حتى في حياتنا الافتراضية على الشبكة العنكبوتية ...نجد أمثلة كثيرة لهؤلاء النجارين ... والذين نخشى أن نكون منهم .. ولاحول ولاقوة إلا بالله ....
فكثيرون من يطالبون بالاخلاق .. والمعاملة الحسنة ... والاحسان بالقول والعمل ... وقليلون .. من يفعلون ذلك ويطبقونه .. على أنفسهم ...
نسأل الله أن يقي أقلامنا من الزلل ... وأعيننا من الخيانة ...
يارب عذرا قد طغت أقلامنا................................
................................. يارب معذرة عن الطغيان
وأنا بهذا أنبه على أنني لا أعني ترك اصلاح الناس والدعوة إلى الخير وترك مهنة " النجارة " وإنما أقصد أن نجعل لأبوابنا من نجارتنا نصيبا ...
شكرا لكم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق