2010/05/08

الأماكن كلها مشتاقة لك ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





في كثير من الأحيان تنشأ علاقة غير طبيعية بين الانسان وبعض الأماكن ...



لا سيما إن كانت تلك الأماكن لها دور بارز في حياته ...



كمسقط رأسه ... أو بيت طفولته ... أو غيرها من الأماكن التي مرت في شريط حياته ...





أنا أيضا .. تربطني علاقة حب ... ليس من طرف واحد هذه المرّة ... بل أحس به متبادلا ... مع بعض الأماكن ...





بيتنا القديم ... حيث طفولتي .. صحبتي .. شقاوتي ... مغامراتي ...



عندما يقودني عقلي الباطن لاشعوريا ... في سيارتي .. للوقوف أمامه ... أشعر بشعور غريب ...





مواقف تلو المواقف .. تمر في مخيلتي ...



أتذكر كل شئ ... ترتسم على وجهي ابتسامات .. يليها عبوس .. ثم تقطيب حاجبين .. ثم انفراج ... كل ذلك تبعا لما مرّ في الذاكرة ...





أشعر بأن جدران البيت وأبوابه ... تناديني .. تريد عناقي ... حتى مرزاب الماء .. الذي كنت أتعلق به للصعود إلى السطح ... اشعر به قد مد شفتيه ليقبلني ...!!





شعور غريب ... لا يوصف مهما أكثرت من الحروف ...



يقول قيس :



أمرّ على الديار ديار ليلى = أقبل ذا الجدار وذا الجدارا ...

وماحب الديار شغفن قلبي = ولكن حب من سكن الديارا ...



لله درك ياقيس ... ولكني أخالفك هذه المرة ... فحب الديار وأهلها معا هما من شغفا قلبي ... وليس حب الأهل دون الديار ...



للأماكن في حياتنا ... دور ...





فعشقنا لها لا يوصف .. وحبنا لها لا تحده حدود ...



حتى آباؤنا وأجدادنا .. ماتوا وهم يحنون لأماكن ... حالت بينها وبينهم القفار والمسافات الطويلة دون أن يعودوا لها ليعتنقوا تربتها ...





عندما أمر أمام باب مدرستي القديمة ... مدرسة الجهراء الابتدائية ...



أشعر وكأنني أرتدي ملابس المدرسة وأريد أن أجري مسرعا للدخول .... أريد أن أرى كل زاوية في تلك المدرسة ... ففي كل زاوية لي قصة ...



هنا مكان طابور الصباح ...



هنا كان المقصف ....



هنا ضربني فلان ... وهناك ضربت فلان ...



هنا كانت المكتبة ... حيث آتي في الفرصة ...



هنا وهنا ... وهنا ... وهنا ...



حتى الفصول التي درست فيها أحفظها ... وأحفظ مكان جلوسي ... أشعر وكأن الطاولات .. قد تتعرف علي لو رأتني ...





ذكريات تمر علي بحلوها ومرها ... لا يزال بعض أبطال تلك القصص يشاركونني الحياة .. وبعضهم ... لا أعلم ما مصيره ...





لا أشك لحظة واحدة ... أن تلك الأماكن كما أحبها .. فهي تحبني ... وتعشقني حتى الثمالة ... فلي معها ... عرة عمر .. وهي بنت حلال .. والعشرة ماتهون إلا على ولد الحرام ... كما قيل ...



وصلى الله وسلم على محمد حين قال ( أحد جبل ... يحبنا ونحبه ) ...





فالأماكن .. تحب وتعشق ... وتقدر للعشرة قدرها ... فأحسن معها العشرة .. وبادلها الحب ... فحتما سيأتي يوم .. وتمر عليها ... عندها ستذرف الدمعة تلو الدمعة ... عندما يمر في مخيلتك .. شريط الذكريات ...





شكرا لكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق