الذين يصطادون في
الماء العكر أصبحوا لا يبحثون عن ماء عكر لكي يصطادوا فيه فرائسهم فهذه
"موضة" قديمة جدّاً ، فالموضوع تطور تبعاً لموجات التطور التي يشهدها
العالم اليوم ، فالذين يكرهونك اليوم هم من يصنعون الماء العكر لكي يصطادوك فيه ،
فلا وقت لديهم للبحث عن ماء عكر بالقرب ، والفرائس قد لا تنتظر طويلاً .
تتوجه
"السهام" تجاه جسد البدون الميت ، رغم أن الضرب في الميت حرام ، فلا
يدري ما يتقي منها ، فمن حياة صعبة ، وضيق في الرزق ، وسعي حثيث لطلب لقمة العيش ،
إلى جهاز مركزي يسيمهم سوء "الاتهامات" ، إلى صحف تتلاعب بهم عبر بثّ
أخبار كاذبة تحت ذريعة "مصدر مسؤول" ، إلى نضال حثيث في كل مكان من أجل
إقناع البعض بشرعية قضيتهم ، وهكذا يستمر جهاد البدون ليقينهم أن الحياة عقيدة
وجهاد ، وليتهم يُعذرون .
يسب
"زنديق" بدون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، وينتقص من أم المؤمنين رضي
الله تعالى عنها ، فيستغل بعض من لا خلاق له هذه الحادثة ليوغر صدور البعض تجاه
هذه الفئة ، وليغير من مواقف بعض المتعاطفين معها ، عن طريق إيهامهم بأن غالبية
البدون يحملون هذا الفكر ويسيرون على هذا النهج ... وكذبوا وربّ عائشة .
الزندقة لا علاقة
لها بالجنسيات ، والكفر لا يبتعد عن "عيال بطنها" ويقترب من غيرهم ،
والفسق لا يستحي من أبناء القبائل ويلتصق بمن سواهم ، والخيانة لا تعترف بعرق ولا
أصل ولا نسب إن ترعرعت في القلوب ، وكل إناء بما فيه ينضح ، وكل عقل بما أشرب ينشر
للناس ، بغض النظر عن أي شئ آخر ، فهاهو "حبيب" لم تمنعه جنسيته من الولوغ
في عرض النبي صلى الله عليه وسلم فأصبح "بغيضاً" ، وهاهو
"نقي" لم تنقّه كلمة "كويتي" في خانة جنسيته ، وهاهو
"علاء" خفضته خيانته لوطنه ولم ترفعه جنسيته ، وهاهو "جهول"
لم تطهر فحش لسانه مادة جنسيته الأولى ، والأمثلة كثيرة يراها كل بصير ، ولكنه
العمى !
البدون اليوم
"مكروهة وجابت بنت" ، فكل فعل يصدر من أبناء هذه الفئة المغضوب عليها
منذ خمسة عقود يعمّم على باقي أبناء هذه الفئة ، ويستغله البعض لدعم مواقف سابقة
له تجاه قضيتهم ، رغم أن مواقفه معلومة مسبقاً ولا تحتاج لزلة من هنا أو من هناك ،
ولا غرابة إن رأينا بعض أصحاب اللحى عقب هذه الحادثة يمسح على بطنه ويرسم ابتسامة
على محياه وهو يقول : "مو قلنالكم البدون أغلبهم شيعة" ! .
تمر القرون تلو
القرون ولا يزال بعض "الكلاب" أجلكم الله يزعجوننا بمزيد نباحهم ،
ويكررون فرية ابتدعها جدهم الأول ، وما ضرّ "عائشة" نباح الكلاب ، وهي
الطاهرة المطهرة التي برأها الله عزّ وجل من فوق سبع سماوات ، وأنزل في شأنها
قرآناً يتلى آناء الليل وأطراف النهار ، وعاقب من خاض في عرض نبيه صلى الله عليه
وسلم بأن جعل فيهم الزنا يسمونه بغير اسمه ، فداك أبي وأمي وعرضي يا رسول الله متمثلا
بقول شاعرك الفحل حسّان بن ثابت رضي الله عنه :
فإن أبي ووالده
وعرضي
لعرض محمد منكم
وقاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق