الوسم ...

.

.

.

حينما يأتي (الوسم) ... تفتح الأرض قلبها .. قبل أي شئ آخر ...

لاستقبال المطر ...

تمد له ذراعيها ... فرحة مسرورة ... كأشد ما يكون من الفرح ... والسرور ..

وكأنها تردد .. قول ضيدان :

الوقت للجاحظ والأيام هاروت = والقلب حاتم وأنت أغلا ضيوفه

يامرحبا ترحيبة عقاب يانوت = والحيّ يلحق لو تحده ظروفه ..

أتدرون لماذا ؟!

لأنها تعلم أن هطول المطر في هذا الوقت ... إن وافقته بركة من الله عز وجل .. كان سببا لانبات الزع .. وإدرار الضرع .. وفرح العباد ... وسعادة البلاد ...

.

.

.

الوسم ... هو التوقيت المناسب ... لأن تستقبل الأرض حبيبها .....

.

.

.

كذلك ... قلوبنا .. لها وسم ... وهو يختلف من شخص لآخر .. ومن مكان لآخر ..

فاحرص على أن تستثمر هذا الوسم .. لتستفيد من أمطارك .. أيما فائدة ...

فإن كنت تريد الاستفادة لنفسك باحياء قلبك ... وتوجيهه ...وحثه على الخير ...

فحدد وقت وسمك .. لتحدد ساعة الصفر ... لتهطل بعدها أمطار الخير ... والاستقامة ..

والتذكير ... والتوجيه ... والحث على الخير ... لتستقبلها أرضية قلبك ... استقبال المحب ..

فتبت معه في قلبك ... ورود الايمان .. وتزهر زهور الاخلاص ... وتخضر أوراق أغصان الطاعة فيك ..

وإن كان بينك وبين أخ لك شحناء أو خصومة ...

فاقتنص وقت وسمه ... لتحدد ساعة هطول امطار الاعتذار ... فتنبت في قلبه التسامح والمؤاخاة والمودة ..

وإن كنت تريد أن تسامر محبوبك .. وتزيد من محبته لك ومحبتك له ...

فاقتنص وقت وسم محبوبك .. لتمطره بوابل من عبارات الشوق .. والحب والهيام .. والغزل ...

لينبت لك في قلبه .. مثل ما تحمل له انت في قلبك .. من حب وشوق وهيام وغزل ..

لتخرج الأرض في كل ماذكرت .. زخرفها ... وتتزين بالسندس ... وتكتسي .. بحلة خضراء ..

.

.

.

اللهم أغثنا .. وبارك لنا في وسمنا ...

شكرا لكم ...