2013/04/18

البدون ... الحالة والحل !


قبل أيام قلائل انتهى المؤتمر الأول لعديمي الجنسية في الكويت بمشاركة منظمات حقوقية دولية وتحت تنظيم "مجموعة 29" لا أطفأ الله لها ناراً فنيران كرمها التي تشعلها ليلاً باتت أكبر داعية للقلوب التي أضناها البرد والتعب فأصبحت تجري نحوها لتنعم بلذيذ دفءٍ إنسانيٍّ قلّ نظيره في هذه الأياّم .

"عديمو الجنسية" من وجهة نظري هي الترجمة الحرفية الفصحى لكلمة "بدون" والتي تعارف على إطلاقها على فئة من المجتمع باتت "بدون" كل شئ وليس الجنسية فقط وبات المجتمع أيضاً تجاهها "بدون" شعور ، ويعاملها "بدون" اهتمام ، ويتحدث عنها أحياناً "بدون" احترام ، ويعبث بمشاعرها "بدون" إنسانية ! .

فئة من فئات المجتمع لكنها "بدون" أمل ، و"بدون" طموح ، وأطفالها "بدون" تعليم ، وشبابها "بدون" وظائف ، وغالبيّتهم "بدون" زواج ، وحتى متزوجوهم كانوا إلى عهد قريب "بدون" عقود زواج ، وأنجبوا أطفالاً "بدون" شهادات ميلاد ، حتى صار الفرد منهم يعيش "بدون" هدف !

لكنّهم – ولله الحمد من قبل ومن بعد – ليسوا "بدون" هموم ولا "بدون" مشاكل ، وشيبانهم وعجائزهم ليسوا "بدون" ضغط ولا "بدون" سكّري ، ووجوههم وأيديهم ليست "بدون" تجاعيد تسرد قصص حزن تبدأ ولا تنتهي ، وهم أيضاً ليسوا "بدون" ديون ومشاكل مالية ، وليسوا "بدون" تلاعب بمصائرهم من قبل قلّة لا ترقب فيهم إلاّ ولا ذمّة ، فسبحان من قسّم الأعطيات بين "البدون" فجعلهم أحياناً "بدون" وأحياناً أخرى ليسوا "بدون" .

المؤتمر الأول لعديمي الجنسية كان تحت عنوان "البدون ... الحالة والحل" ، وهو عنوان جميل تضمّن تساؤلاً بسيطاً تكمن بساطته في صعوبة الإجابة عليه ، وهكذا هي الأسئلة كلّما استبسطناها كشّرت عن أنيابها .

الحالة يا سادة "كسيفة" ، أعمار تضيع ، وأحلام تسرق ، وأجيال تعقبها أجيال تعيش بلا أمل ، وشباب يُقتَل ، وطاقات تُهدَر ، وأطفال يبيعون أعمارهم للمارّة على رصيف الأحلام ، وآباء وأمّهات يموتون في اليوم مائة مرة حسرة وكمداً على أولادهم ، فعن أيّ حالة تتحدّثون ؟!

والحل يا سادة بسيط جدّا لمن اراد الحلّ ، وهو في المتناول لمن كان همّه إعطاء كل ذي حقّ حقّه ، ولمن جعل مقولة عمر : "لو أن بغلة عثرت ....." نصب عينيه ، ولمن عمل لما بعد موته ، وياليت قومي يعلمون !

الحل يكمن في وضع قانون على عجل يبيّن من هو المستحق فعلاً وليس بحسب الأمزجة ثم يعطى كل أولئك المستحقين حقوقهم كاملة غير منقوصة وخلال فترة وجيزة ، ثم يسمح لكل من يرى أن له حقّا قد حرم منه أن يتوجّه إلى ساحات قضاء للمطالبة بحقّه ، وللقضاء الكلمة الفصل في ذلك وعندها فقط .. سيرتاح بَرٌّ ويُستراح من فاجر .

دمتم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق