2012/02/16

هلا فبراير ... هلا بدون


في شهر فبراير من العام الماضي خرج المئات من الكويتيين البدون للتظاهر في تيماء والصليبية والأحمدي من أجل المطالبة بالحقوق الإنسانية من استخراج عقود زواج وشهادات ميلاد ووفاة واستخراج رخص قيادة وغيرها ، والتي أقرت فيما بعد عن طريق الجهاز المركزي تحت مسمى " امتيازات " هرباً من تسميتها بحقوق كانت مسلوبة من فئة عانت الأمرين على مدى عقود ، في تلك الفترة علت صيحات الاستهجان والامتعاض في آن واحد من قبل البعض ، منتقدين خروج تلك الفئة في شهر فبراير بالذات والذي يشهد احتفال الكويت بيومي الاستقلال والتحرير ، كما يشهد مهرجان هلا فبراير والذي يقصد بعض السيّاح الكويت لحضور فعالياته .
في هذا العام وفي فبراير أيضاً وفي أمسنا القريب ، اجتمع بعض الكويتيين في ساحة الإرادة وراحوا يطلقون عبارات السبّ والشتم وجمل التهديد وإهدار الدماء ، وافقهم من وافقهم وانتقدهم من انتقدهم ، لكن الغريب في الأمر أن أحداً من المنتقدين لهذا التجمع لم يذكر مسألة أنه في شهر فبراير شهر الخير على كويتنا الحبيبة ، شهر الاستقلال والتحرير ، شهر ضيوف الكويت ، وكأن ما حدث في ساحة الإرادة هو أحد فعاليات مهرجان هلا فبراير لا أكثر !
في فبراير من العام الماضي رفعت أعلام الكويت ، ورُدّد النشيد الوطني ، وعلت عبارات التمجيد للكويت ولسمو الأمير حفظه الله ، ومع ذلك طعن البعض في وطنية هؤلاء الشباب وولائهم واتهموهم بأنهم يريدون الإساءة للكويت في شهر أعيادها لا المطالبة بحقوقهم كما يزعمون !.
وفي فبراير من هذا العام لم نرَ شيئاً من ذلك كله بل رأينا السب والشتم ومحاولة شقّ صف وحدة الشعب على الهواء مباشرة وينقل للعالم أجمع عبر بعض القنوات ، ولم ينطق أحد ببنت شفة عن وطنية المجتمعين ولم يتعرض أحد لنياتهم .
يبدو أننا نمارس "الإرجاء" في مسألة الوطنية والإنتماء والولاء تجاه أمّنا الكويت ، فالكويتي ذو الجنسية لا يضرّ ولاءه أي فعل يصدر منه ، ولا يخدش وطنيته أي فعل ، حتى لو كانت النوايا واضحة ، والغبار منجلٍ عن سوء القصد .
يبدو أنّا أصبحنا نهوى هدم مبادئنا مبدأً تلو مبدأ مع كل حدث تمرّ به كويتنا الحبيبة ، وأن الكيل بمكيالين والنظر بمنظارين ، أصبح هو السمة البارزة لدى الغالبية ، وأن التجرد من الهوى والتعصب للرأي ، والنظر بعدل والحكم بإنصاف ، أصبح عملة نادرة اليوم ، وأصبحنا نسترق السمع علّنا نسمع أن في المكان الفلاني رجل منصف .
شطحة : في نظر الفلكيين سنة 2012 سنة "كبيسة" ، في نظر الحكّام سنة 2011 هي السنة "كبيسة" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق