2011/04/08

فأقم عليهم مأتما وعويلا ...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.
.
.

بالأخلاق ترتقي الأمم ... وبالأخلاق تنال مكانة رفيعة ... ومقاما ساميا ...

لاتمام الأخلاق جاء المصطفى .... وبحسن الأخلاق أمر النبي المجتبى ..

وكرّم ذوي الأخلاق بأن أخبر بأنهم أقرب النّاس مجلسا منه يوم القيامة ..

والأخلاق لا تشمل المعاملة فقط كما يتبادر للذهن ابتداء ...

وإنما الأخلاق تشمل ما هو أكبر وأعم وأشمل من ذلك ... فأعظم الأخلاق وأحسنها .. خلقك مع الله عز وجل بإفراده بالعبادة فهو وحده المستحق لها ..

وأسوأ الأخلاق وأرذلها أن تجعل مع الله ندّا وهو خلقك ...

وهنا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلّم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)  ..

أما أخلاق المعاملة والتعامل بين الخلق ... فهي ما يهم كثير من الناس اليوم .. وحق لهم ذلك ...

فالناس لا تريد من الآخر إلا ابتسامة صادقة ... وكلمة بالطيب من القول ناطقة ... وتجنبا لبذئ القول الذي يزعج الآذان ... وترتجف من سوئه الأبدان ..

وإن الناظر لكثير من مجالسنا اليوم يجد أن أغلبها قام على بذئ القول .. وسقط الكلام ... وردئ العبارات ... التي تمجها الأخلاق الحميدة .. وترفضها الفطر السليمة ...

والمصيبة كل المصيبة أن تنتكس الموازين أيضا ... فيقال لصاحب تلك العبارات ... ما أظرفه .. ما أحسنه ... وأن تلصق تلك العبارات بالمزاح ... والمزاح منها برئ .... وأن يجعل من (الميانة) المسكينة سببا للسخرية من الآخرين وإضحاك القوم عليهم .... فإلى أين وصلنا ... وإلى أين سنصل .. ؟!

مثل هذه المجالس ... يحق لك أن تعتزلها .... وقبل أن تفعل ... يحق لك أن تكبّر عليها أربعا وتقول بعد الفراغ :

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم = فأقم عليهم مأتما وعويلا

.
.
.

شكرا لكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق