2011/02/04

القدوة السيئة ... وإرادة التغيير




أثناء قراءتي لكتاب الإعلامي تركي الدخيل (مذكرات سمين سابق) لفت انتباهي ما كتبه في مقدمة كتابه من أن السبب الدافع له لإحداث هذا التغيير الكبير في حياته ... من السمنة إلى الضعف .. ومن المعاناة .. إلى الاستمتاع بالحياة ... هو سؤاله لولده عما يريد ان يكونه إذا كبر ؟ فكان جواب الابن الصغير ... (( أبي أصير دبّه زي بابا ))

يقول تركي .. وقع الخبر علي كالصاعقة ... 

ولكنها صاعقة جميلة ... قادت تركي إلى التغيير الكبير الذي يعتبره هو من أهم التغييرات في حياته ...

كثيرون منّا مع الأسف .. يكونون قدوة سيئة لمن حولهم شعروا أم لم يشعروا .. كثيرون منّا لايعلمون بأن هناك من يحتذي بهم .. ويقتدي بهم ... ويجعل من تصرفاته لهم أسوة .. لا سيما أولاده وأهل بيته ..

فاحذر أن تكون قدوة سيئة ... وحاول أن تغير من سئ طباعك .. وقبيح أطباعك ... حتى تكون مثالا يحتذى ... وأنموذجا جميلا لمن حولك ..

وأول ما تحتاجه لفعل ذلك .. هو إرادة قوية .. تمكنك من تحقيق ما تشاء وعزيمة لا تفت في عضدها مجريات الأحداث ..

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة = فإن فساد الرأي أن تترددا

والإرادة إن كانت قوية .. أكسبت صاحبها شخصية قوية واثقة من إحداث التغيير متى ما أرادت .. معترفة بخطئها إن صدر منها ... متمسكة بالحق التي هي عليه ...

موصلة صاحبها ... لمبتغاه ... من أقصر الطرق ... مانحة له الشهد بعد أن لعق الصبر ..

لاتحسب المجد تمرا أنت آكله = لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

كما أن الإرادة .. تمنح صاحبها القوة الكافية له لتحمل المشاق والمصاعب ... وتمنحه علو الهمّة .. فلا يعد يقنع بالفتات .. فثقته بإرادته وعزيمته لا تتزعزع ... فلم يقنع بالدون .. ويرضى بالهون ...

ومن لا يحب صعود الجبال = يعش أبد الدهر بين الحفر

وهي كفيلة بجعل الإنسان قاهرا للظروف من حوله ... أو متكيفا للعيش معها على الأقل ... مستفيدا من كل ما يحصل من حوله من خير وشر ... فإن أمره كله له خير ... ونظره للجانب الايجابي من كل ما يمر به .. كفيل بجعله لا يشعر بألم السقوط .. بقدر ما يفكر بكيفبة النهوض من جديد .. عالما علم يقين .. بأن لكل شئ ضريبة .. وضريبة نجاحه في وصوله إلى مبتغاه .... هي تلك السقطات .. وتلك الطعنات والجروح .. فلا نامت أعين الجبناء ...

وللحرية الحمراء باب = بكل يد مضرجة يدق

جميلة هي الارادة ... حين تمنحك الأمل ... وتضئ لك شموع قناعة في طريق الياس ... فتصبح الأرض مخضرة ...

جميلة هي الإرادة التي تجبرك على السير في طريق لا تعلم منتهاه .. حتى ترى بصيص ضوء قادم من بعيد ... فتعلم أن المخرج أمامك .. وأنت واصل له لا محالة ...

جميلة هي الإرادة التي .. تجعلك مؤمنا بأن بعد اليوم .. غد مشرق .. وبعد الليل ... لابد وأن يأتي فجر .. الأمل ..

وبعد الظلام .. يأتي النور ...

وبعد كل حزن ... لابد من فرح ...

ومع كل عسر ... يسرين ..

.
.
.

تقبلوها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق