2010/09/22

حتى لا تُخدَش الصورة ...!!
















دائما ومن خلال سلوكنا وتعاملنا مع الآخرين نرسخ في مخيلتهم صورة عنا .. فهم يستحضرون تلك الصورة كلما رأونا.















البعض منّا أصبح يراعي تلك الصورة ويحرص على ألا تتشوه وألا تُخدَش حتى لو كان ما سيفعله ويقدم عليه لا يعتبر مشوها ولا خادشا ... ولكنه شئ وقر في قلبه ..!!















البعض منّا أصبح يتجنب المزاح والضحك اللطيف لأنه لا يحب أن تُخدَش صورة الرجل المتزن الجاد الرزين بزعمه .















والبعض منّا أصبح يحرم نفسه من أبسط الملذات كممارسة رياضة او اختيار ملبس أو زيارة مكان معين ... وكل ذلك حتى لا تُخدَش الصورة التي طبعت في أذهان الناس عنه .















والبعض منّا ممن طبعت في مخيلة الناس عنه صورة الشاب المزاح الضحاك الذي لايبالي بالدنيا أقبلت أم أدبرت .. أصبح يتجنب الخوض في كل نقاش جدّي وأصبح يتجنب طرح رأيه بقوة والدفاع عنه حتى لا يخدش صورة الشاب المزاح الضحاك !!















حتى في مجال التوبة والانابة أصبح البعض منا يراعي صورته المرسومة في الأذهان رغم سوئها ... لكنه يخشى أن يخالفها ... فيحجم عن التوبة والانابة والعودة إلى الله ... حتى لا تطرق مسمعه بين الفينة والأخرى كلمة .. (علينا؟!)















في عالمنا الافتراضي ..















نخشى ألا تخدش صورتنا كذلك ..















فالبعض ممن عرف بالكتابات الدينية مثلا .... يخشى ولوج عالم الشعر والخواطر والغزل العفيف رغم حبه لها واجادته التامة .... والسبب .. حتى لا تخدش الصورة ...















والبعض أصبح يحرم نفسه من دخول المواضيع المسلية الترفيهية حتى لا تخدش صورة الكاتب الهمام التي ارتسمت في أذهان القراء عنه ..















والبعض يتجنب ابداء الرأي في المواضيع الجادة الهادفة ذات النقاش الحاد ... لانه يخشى أن تخدش صورة الكاتب الفكاهي التي رسمها في أذهان الآخرين لسنوات ..















والبعض أصبح له عدة معرفات ... معرف للسياسة ومعرف للشعر ومعرف للخواطر ومعرف للمزاح والضحك .. وهكذا ... والسبب ؟! حتى لا تخدش الصورة !!















الحل من وجهة نظري ذو شقين :















الأول : يتحمله الشخص نفسه والذي ينبغي عليه أن يقدم على كل ما يريد ويحب مادام أنه لا يغضب الله عز وجل ... واثقا بأن صورته لن تخدش ولن تشوه ... عند عقلاء القوم على الأقل ... ممتعا نفسه بكل ما أحله الله له ...















الثاني : يتحمله الآخرون والذين ينبغي عليهم أن يقيّموا أفعال المقابل ويزنوها بميزان الحلال والحرام لا بنا يتناسب مع شخصيته وصورته المرسومة ..















كما ينبغي أن نعلم بأن الخوادش للصور ليست ثابتة في كل زمان ومكان .. فماكان بالأمس خادشا قد لايكون اليوم كذلك .. بل هي تختلف من زمن إلى زمن .. بل ومن مكان إلى مكان في الزمن ذاته ..







المحصلة : صورتنا لدى الآخرين أصبحت أولى من أنفسنا ... أقلامنا ... ومن التلذذ بالحياة ...















مجرد وجهة نظر ...























شكرا لكم ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق